أطلق عملاق البرمجيات «ميكروسوفت» الإصدار الثامن لنظام التشغيل «ويندوز» باللغة الأمازيغية رسميا في 26 أكتوبر المنصرم، في خطوة رائدة تجاوزت الحدود الجغرافية للدول المعنية باللغة الأمازيغية، اعتبرها الفاعلون في الحقل الأمازيغي اعترافا دوليا بالهوية الأمازيغية، وخلق ارتياحا لدى النشطاء الأمازيغ في جميع أرجاء المعمور. ورحبت الفعاليات الأمازيغية بمبادرة ميكروسوفت الدولية التي أشرف على أطلاقها الرئيس المدير العام للشركة في العاشر من شهر أكتوبر المنصرم بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، في إطار التعاون القائم بين المؤسستين في مجال تطوير اللغة الأمازيغية وإدماجها في المنظومة المعلوماتية، عبر إصدار برامج وتطبيقات معلوماتية تتيح للمستخدمين البحث والتعلم عن طريق الكتابة والقراءة بحرف «تيفناغ» الذي اعتمده المعهد الملكي منذ العام 2011، أي سنة بعد تأسيسه. قرار تاريخي يعتبر العاشر من أكتوبر، تاريخ إعلان إطلاق نظام تشغيل ويندوز 8، حدثا تاريخيا في مسار اللغة والثقافة الأمازيغيتين، الذي جاء أسابيع قليلة بعد الخطاب الملكي الداعي إلى التفعيل الجدي للطابع الرسمي للغة الأمازيغية، التي ستكون لها آفاقا واسعة في تاريخ المغرب بما ا أن هذه البادرة انطلق تدريجيا في المؤسسات الوطنية. إذ أن دمج الأمازيغية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيشكل منعطفا جديد لتعزيز نشر الأمازيغية على المستوى العالمي. إرتياح وخلق إعلان ميكروسوفت عن النسخة الأمازيغية من نظام التشغيل «ويندوز» الذي شرع في تسويقه دوليا ابتداء من 28 في الشهر المنصرم، ارتياحا لدى المهتمين من أكاديميين وباحثين وفاعلين مدنيين في مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتين. كما خلقته قبل ذلك التدابير التي اتخذها وزير الاتصال في الحكومة الحالية الذي أعطى مكانة جديدة في دفاتر تحملات القطب العمومي للأمازيغية وإقرار موقع جديد لها في المشهد السمعي البصري، والتي تأتي في إطار سلسلة الإصلاحات التي أقدمت عيها حكومة عبد الإله بن كيران في إطار تنزيل مضامين الدستور الجديد الذي كرس دسترة الأمازيغية كلغة رسمية للمغرب إلى جانب اللغة العربية. قفزة نوعية ويرى الباحث التربوي والناشط الأمازيغي امحمد عليلوش، في تصريح ل»التجديد»أن إعلان شركة مايكروسوفت لمشروعها الجديد بإضافة 13 لغة جديدة إلى قائمة اللغات التي سيتم تداولها في منتجها الجديد وندوز8، ليصل بذلك عدد اللغات المتوفرة في المنتج الجديد إلى 109 لغة من بينها اللغة الأمازيغية، ويضيف «وهذه بالنسبة لنا كأمازيغ مبادرة مهمة جدا وقفزة نوعية تدخل ضمن المبادرات والفرص التي أتيحت لنا إلى حدود اليوم، سواء على الصعيد الوطني، بعد مكسب دسترة الأمازيغية أو الدولي من خلال مبادرة «ويندوز 8». مكتسبات وأضاف الناشط الأمازيغي، هذه المحطة تستدعي من الحركة الثقافية الأمازيغية بشكل عام استغلال ذلك والعمل على تشجيع الإنسان والفرد الأمازيغي على الإنتاج الفكري عبر خلق مواقع الكترونية بحرف تيفيناغ ومسابقات للإبداع والكتابة الرقمية، إذ ستلعب هذه المبادرة الالكترونية أيضا دورا مهما في تفعيل وأجرأة توسيع وتعميم استعمال اللغة الأمازيغية، وذلك بتسهيل عملية الدسترة وتشجيع مشروع تدريسها بالمؤسسات التعليمية واستعمالها في عملية التدوين في مجال الإعلام والصحافة. كما سيتيح هذا الإجراء الفعال الفرصة لأمازيغ العالم من اجل تواصل أوسع وكسب الطابع العالمي للغة الأمازيغية إلى جانب اللغات الأخرى وحمايتها من الانقراض. بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لغير الناطقين بها من اجل تعلمها والتعرف عليها، وتسهيل عملية الترجمة الفورية إلى الأمازيغية في شتى المحافل الدولية والوطنية. وأردف المتحدث أن اعتماد اللغة الأمازيغية اليوم من بين اللغات العالمية المعتمدة من لدن أكبر شركة عالمية للرقميات يرجع الفضل فيه إلى الكفاءات المغربية من خلال مجهودات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي يسعى إلى جانب ميكروسوفت لتمكين جميع شعوب العالم للاطلاع على هذه اللغة وعلى حضارة وثقافة الشعب الأمازيغي الذي أصبح اليوم ومن غير ما مضى ملزما للانخراط بفعالية في عالم التكنولوجيا الحديثة. دعوة للمأسسة وقال أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إنه يتعين على السلطة التنفيذية اتخاذ التدابير الضرورية لتقديم اقتراحات للبرلمان بشأن القوانين التنظيمية الملائمة، خاصة القانون المتعلق بمأسسة الأمازيغية والقانون المتعلق بإنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية? الذي يتولى تصور وتقنين السياسة الثقافية واللغوية بالبلاد. وأشار بوكوس، خلال ندوة صحفية نظمها المعهد، بمناسبة تخليده للذكرى الحادية عشر للخطاب الملكي بأجدير إلى أن المعهد تمكن من تحقيق عدة مكاسب لفائدة اللغة الأمازيغية? منها تهيئة اللغة وتقعيد الكتابة بحرف تيفناغ والبحث في بيداغوجيا الأمازيغية وديداكتيكها والدراسات والأبحاث حول التعابير الثقافية والفنية وإدماج الأمازيغية في منظومة التكنولوجيات الحديثة للإعلام. وأضاف أن هذه المكاسب تشمل أيضا مجالات التعليم والثقافة والشراكة المؤسسية والشراكة مع المجتمع المدني وربط الثقافة بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، معتبرا أن هذه المكاسب تتطلب «المزيد من الترسيخ والتعميق والتفعيل».