نظم قرابة مائتي حاج مغربي وقفة احتجاجية في منى بسبب عدم توفير خيام تأويهم ما اضطر بعضهم إلى المبيت في العراء أو البحث عن فضاءات أخرى غير تلك المخصصة للتنظيم الرسمي المغربي مثل خيام الفرادى، وحمل الحجاج - حسب تصريحاتهم ل"التجديد" - مسؤولية هذا الوضع لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية التي لم تتفاوض مع السلطات السعودية حتى يتم توفير مساحة كافية للحجاج المغاربة، وتساءل هؤلاء حول جدوى رفع تكاليف الحج إذا لم يتم تخصيصها للرفع من المساحات المخصصة لإقامة الحجاج في منى ولتحسين الخدمات. وحسب نفس المصادر استاء عدد من الحجاج الآخرين من قلة الحافلات التي وفرتها البعثة المغربية والتي لم تستوعب الحجاج المغاربة فيما كان بعضها مهترئا ما اضطر بعضهم من كبار السن والمرضى إلى المشي لعشرات الكيلومترات للتنقل بين المشاعر. هذا وعلمت "التجديد" أن رئيس الوفد الرسمي نبيل بن عبد الله التقى يوما بعد الوقفة الاحتجاجية ممثلين عن حجاج التنظيم الرسمي الذين نظموا الاحتجاج المذكور كما التقى ممثلين عن حجاج الوكالات واستمع إليهم، ودعاهم إلى الصبر والتركيز على أداء المناسك. وكانت وزارة الأوقاف قد بررت ارتفاع تكلفة حج هذا العام وتقليص مصروف جيب الحجاج، وهو المبلغ الذي يستردونه من الوزارة قبيل سفرهم الى الديار المقدسة، بررت هذا الأمر بتحسين الخدمات وخاصة خدمات النقل بين المدينةومكة وبين المشاعر وذلك بتوفير 200 حافلة جديدة إلى جانب الحافلات التي توفرها الجهات السعودية التي يتم التعاقد معها مسبقا، وكذا تحسين ظروف المبيت في منى بتوفير فراش لكل حاج. وتبدأ بعد يومين رحلات عودة الحجاج المغاربة بعد أدائهم مناسك الحج، ويستعد المتعجلون منهم لأداء طواف الوداع بعد أن قاموا في منى برمي الجمرات الثلاث في ثاني أيام التشريق، فيما يستعد آخرون للبقاء أياما في مكةالمكرمة قبل سفرهم إلى المدينةالمنورة. وقدرت السلطات السعودية عدد المتعجلين الذين سيغادرون بأكثر من نصف الحجاج الذين بلغ عددهم هذا العام 3.5 مليون حاج. وفي سياق متصل أعلنت السلطات السعودية سلامة حج هذا العام وخلوه من الأمراض الوبائية مؤكدة أن حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بالصحة والعافية. وقال وزير الصحة السعودي عبد الله بن عبد العزيز الربيعة أمس الأحد في مؤتمر صحفي عقده بمقر مستشفى منى للطوارئ إن من أبرز الحالات التي واجهت الوزارة تمثلت في الحالات العرضية البسيطة مثل الزكام والإجهاد والتعامل مع الحالات المزمنة التي تصاحب الحجاج مثل أمراض السكري وضغط الدم وبعض أمراض غسيل الكلى والقلب وأنه لم تسجل حالات خارجة عما هو معروف في كل موسم. وأكد الربيعة أنه لم تسجل أي حالات إصابة بفيروس "كرونا" بين جموع الحجيج مبينا أن وزارة الصحة السعودية استعانت هذا العام بمختصين من منظمة الصحة العالمية للاستفادة من خبراتهم في مجال الاستقصاء الوبائي بغية ضمان أمن وسلامة الحجاج.