شيعت حشود كبيرة زوال مساء الإثنين الماضي بمدينة تطوان، جثة الراحل أحمد المقدم، أحد رجالات الدعوة بالشمال. وانطلقت الجنازة من منزل الفقيد في موكب جنائزي رهيب، حضرته شخصيات بارزة وأصدقاء الراحل ورفاقه في مسار الدعوة بمدينة تطوان، وأقيت عليه صلاة الجنازة بمقبرة المدينة. واعتبرت حركة التوحيد والإصلاح في تعزية لأهل الفقيد وأحبابه، أنه «كان أحد أعضاء الحركة النشيطين في العمل الدعوي بمدينة تطوان»، كما «كان يشغل إماما وخطيبا بالمدينة، قبل أن ينتخب نائبا برلمانيا عن ذات المدينة لولايتين». وتقدمت الحركة بأحر التعازي والمواساة إلى عائلة الفقيد وأسرته الصغيرة. وذكر الأمين بوخبزة بمناقب الفقيد، وتحدث عن الجلسات التربوية التي كانت تجمعهما بالمدينة منذ سنين، وقال «ما شهدنا عليه أبدا ومنذ تحمله مسؤولية التسيير في البلدية أن فرط في المسؤولية»، وأكد بوخبزة على وجوب اخذ العبرة من وفاة الفقيد، يضيف المتحدث، «لأنه لم يتجاوز الخمسين من عمره، وتوفي بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج». ورأى الفقيد النور بالمدينة القديمة في تطوان بتاريخ 19 دجنبر1957، وأنجب تسعة أبناء، مات منهم ثلاثة في مرحلة الطفولة. ويقول الفقيد في مذكرات كتبها وهو طريح الفراش، «تعود جذورنا الأولى إلى الأندلس، وعندما تغلب الصليبيون على العرب المسلمين، كانت أسرتنا إحدى الأسر الأندلسية المهاجرة التي فرت من البطش الصليبي واستقرت في مدشر متيوة التي مركزها قرية الجبهة»، ويضيف الفقيد أنه في عهد الاستعمار الاسباني هاجر جد أبيه بسبب وطأة الجوع والحرب وتعسف الاستعمار، واستقر بمدينة تطوان في حدود عام 1927م. وترشح الفقيد في أكتوبر 1992، للانتخابات البلدية ونجح فيها، وترشح أيضا لانتخابات مجلس النواب لأول مرة سنة 1993، فأصبح عضوا في مجلس النواب، وعاد للترشح سنة 1997 لعضوية مجلس النواب واحتفظ بمنصبه، وحصل على أعلى نسبة من الأصوات على الصعيد الوطني آنذاك.