إن المتأمل في العلاقات الزوجية يجد في أوقات كثيرة الأزواج بالأخص لا يتحملوا غضب زوجاتهم ولا يستطيعوا امتصاص إساءتهم، ظنا منهم انه فقط يجب على النساء ان يتحملن وليس المطلوب من الرجال هذا الأمر.. وحيث أن النساء شقائق الرجال.. نماذج من حسن معاملة الرسول مع زوجاته. في الحقيقة لم نسمع بأحد كان أحلم عن نسائه كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم عظمته وجلال قدره وسمو مكانته عند الله تعالى وحتى عند الناس ومن أمثلة ذلك: 1- عمر وسؤاله لحفصة رضي الله عنها: عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - قال: " كنا معشر قريش نغلبُ النساء، فلمَّا قدمنا على الأنصار، إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، قال: فصخَبتُ على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم إلى الليل، قال: فأفزعني ذلك وقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن، قال: ثم جمعت عليَّ ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها: أي حفصة، أتغاضب إحداكُنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم، قال: فقلت: قد خبتِ وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكي؟.. " رواه البخاري -2 عائشة تغضب من رسول الله صلى الله عليه وسلم !!: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني لأعلم إذا كنتِ عنِّي راضية، وإذا كنت علي غضبى " قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك ؟ فقال: [أما إذا كنتِ عنِّي راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم " قالت: قلتُ أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك“ البخاري. 3-ضربت يد الخادم فسقطت الصحفة: عن أنس- رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمُّهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة، فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: "غارت أمُّكم " ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت. رواه البخاري. هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حليما على أزواجه، حيث تظلُّ إحداهن هاجرة له اليوم كله حتى تهجر اسمه الشريف، وتستطيل إحداهن بيدها بين يديه على ما يخالف الواجب في حقه عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك فهو يغض الطرف عن ذلك ويحلم ويصبر ويصفح.