اختتمت فعاليات الأكاديمية الصيفية لأطر الغد التي نظمتها منظمة التجديد الطلابي من 24 إلى 31 غشت بالرباط تحت شعار» نخبة منتجة وشباب مبادر مسارنا لبناء الوطن « الجمعة المنصرم، بحفل فني تميز بتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقات الإلقاء والمناظرات، وتقديم المشاريع، ومسرحية حول القضية الفلسطينية بالإضافة إلى نشرة إخبارية ساخرة، وكلمات كل من اللجنة التنفيذية للمنظمة، ومديرة الأكاديمية وخواطر وقصائد شعرية. وفي محاضرة تحت عنوان»النموذج التنموي والميزة التنافسية» في إطار فعاليات الأكاديمية،أكد مصطفى أكوتي محلل اقتصادي أن المنظور الاقتصادي الإسلامي منظور متميز لأن له رؤية في الحياة تتجاوز الرؤية الغربية التي تبلور فيها النموذج التنموي والفكر الاقتصادي الحديث يضيف المتحدث، مفسرا أن الفكر الاقتصادي الحديث يعتبر الهدف الأسمى من العملية الاقتصادية هو مراكمة الثروات، وأصبحت الثروة يوضح أكوتي مطلب في حد ذاتها وسعادة الإنسان تختزل بشكل عام في كم يملك من الثروة، وعندنا في الإسلام يؤكد المتحدث لنا رؤية أعمق، رؤية تتجاوز الحياة الدنيا إلى الحياة الأخرى ومسؤولية الإنسان هي مسؤولية تتجاوز الحدود وليست منحصرة فقط في بعدها المادي، مضيفا أن المادة عندنا ما هي إلا خادم لأفق ولرسالة أكبر من المستوى الذي انحصر فيه الفكر الاقتصادي الغربي. وأوضح أكوتي أن النموذج الياباني في التنمية نموذج حقق توازنا بين مطلبين، بين مطلب النجاعة الاقتصادية من حيث تحقيق عائد أكبر على الرأسمال يعني الربح لفئة وهي فئة الرأسماليين، لكنه في نفس الوقت يضيف المتحدث حقق نوعا من العدالة الاجتماعية، وهذا ما يفسر –حسبه- تحقيق التوازن بين بعدي الربح والعدالة الاجتماعية، خاصة أن النموذج الياباني يؤكد أكوتي أعطى تميزا في علاقة الرأسمال بالعمل، موضحا أن الأطر هي التي حققت وساهمت في هذا التوازن، وهذا غير حاضر يضيف أكوتي في النموذج الأمريكي لأنه نموذج ليبرالي بشكل عام وهو ينبني أساسا في تحقيق التنمية على الرفع من مستوى الربح كيف ما كان أثر ذلك على مستوى العدالة الاجتماعية. وتساءل المتحدث عن انشغالات الطالب الذي هو مشروع إطار، تنحصر في حدود اهتمامات حياته الشخصية فقط؟ أم أنه يحس أن له رسالة أكبر تتجاوز حياته الشخصية، ولذلك السؤال حول النماذج التنموية يوضح أكوتي هو في حد ذاته سؤال عن دور هذا الطالب في مجتمعه، داعيا الطالب الذي يدرس تخصصات غير الاقتصاد إلى التساؤل عن المشاريع التنموية وكيفية المساهمة فيها. من جانبه دعا عبد المنعم أبو الفتوح أحد مرشحي الانتخابات الرئاسية بمصر في لقاء مفتوح مع شباب الأكاديمية، إلى التفوق الدراسي، والى احترام وخدمة الوطن، و ضرورة المساهمة في تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي بالمغرب، مشيرا إلى أن معظم قيادات الحركة الإسلامية في العالم متفوقون دراسيا، ونصح أبو الفتوح مشاركي الأكاديمية بالاستغلال الجيد للوقت، موضحا أن شباب حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية يقظ وحي الضمير.