لا حديث في الأوساط الجامعية الفرنسية إلا على خطوة شجاعة قام بها رئيس جامعة باريس 6. الخطوة الشجاعة يمكن أن ندرجها في مجال مقاومة التطبيع الجامعي مع الكيان الصهيوني، ومناهضة المطبعين ومساندة كفاح الشعب الفلسطيني. وبطبيعة الحال فإن رئيس الجامعة الفرنسية لم يتخذ قرارا انفراديا، بل اتخذ قرارا ديمقراطيا أصيلا مبنيا على استشارة جماعية وتصويت لا غبار عليه. وذلك ما لا يفعله كثير من أدعياء الديمقراطية المحتالين على الناس والمناضلين باسمها، الرافعين أصواتهم بها ظاهرا، المنقلبين عليها باطنا. رئيس الجامعة الفرنسية باريس 6 جمع الهيئة المعنية بالأمر للتصويت ولاتخاذ قرار بقطع علاقات التعاون مع الجامعات "الإسرائيلية" وكانت النتيجة هي 22 صوتا لصالح المقاطعة، و4 ضدها في حين امتنع 6 عن التصويت. وهذه نتيجة دالة قطعا على أن أغلبية الجامعيين بفرنسا مع مقاطعة الكيان الصهيوني على المستوى الجامعي. وإن سأل سائل عن دوافع هذه المقاطعة فسيجد التفسير المقنع في رحلة تقنية قام رئيس الجامعة الفرنسية رفقة وفد مرافق له إلى فلسطين التقى فيها برؤساء جامعات "القدس" بزهرة المدائن و"الأزهر" بغزة و"النجاح" بنابلس، وقد انتهت الرحلة بعقد اتفاقيات مساعدة فرنسية. القرار الذي اتخذته جامعة باريس 6 والذي سيشرع في تطبيقه يوم السابع من الشهر الأول من السنة القادمة (2003)، ومن ثم أخذ قرار مقاطعة الكيان الصهيوني يستشري في الأوساط الجامعية الفرنسية أساتذة وطلابا. ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن جامعات بريطانية كانت قد سبقت نظيراتها الفرنسية في اتخاذ القرار الجريء. لا يسعنا إلا أن نهنيء الجامعيين الفرنسيين ونظرائهم الانجليز على شجاعتهم وجرأتهم وتحديهم للغطرسة الصهيونية ووقوفهم إلى جانب الفلسطينيين المستضعفين، رغم حملة التشويه الإعلامية الصهيونية. وبالنظر إلى ما تشهده بلادنا من علاقات ظاهرة وباطنة مع الكيان الصهيوني، وفي بعض الأوساط الجامعية، يصاب المراقب بالغضب الشديد تجاه قوم أنذال جبناء اختاروا استمرار التطبيع وإمداد العدو بالمال والعدة حتى يتمكن من سحق المقاومة وتدمير فلسطين وأهلها، وذلك ما لن يكون ولن يستطيعوا له تحقيقا. يحيا الجامعيون الفرنسيون الشرفاء، والذل والهوان لطوابير التطبيع الأشقياء الجبناء!