يعتبر التمر من أكثر الثمار تغدية للبدن، فهو فاكهة وغداء ودواء ، وشراب وحلوى، وزاد في السفر والصيام. يحتوي التمر على نسبة كبيرة من السكريات التي تتميز بسرعة التحلل وسهولة الامتصاص في الجسم، وهذه السكريات ممزوجة في التمر على شكل سكر العنب (الغليكوزا)، وسكر الفاكهة (الفريكتوز)، وسكر القصب (الساكاروز). وجميعها سكريات سريعة الامتصاص والتمثيل، أي أنها ترفع نسبة الكليكوز في الدم في مدة زمنية وجيزة، ولا تحتاج إلى عمليات هضم ولا عمليات كيميائية حيوية معقدة، كما هو الحال مثلاً بالنسبة للمواد الدهنية والنشوية (كالموجودة في الخبز والأرز)، التي تحتاج إلى مفرزات هضمية بيولوجية لتتحول إلى سكاكر قابلة للامتصاص، لذا فالتمر هو أفضل الأغذية التي تمد الجسم بالطاقة التي تبعث النشاط في خلايا الجسم، ومن هنا تظهر أهميته في إسعاف الصائم فور إفطاره بالطاقة اللازمة بعد مرور هذه السكاكر مباشرة إلى الأوعية الدموية، ثم إلى العضلات مباشرة، فتعطيها وتعطي الجسم عندها قوة وحيوية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن السكر هو المصدر الأول للطاقة في الجسم. إضافة إلى النسبة العالية من السكريات التي يحتوي عليها هذا الغذاء، الصغير من حيث الحجم والكبير من حيث المكونات، فهو يتكون أيضاً البروتينات، التي تدخل في بناء الجسم، عن طريق بناء خلاياه وتجديد ما يبلى منها. و يحتوي التمر أيضاً على نسبة من الدهون غير المعقدة التركيب لكنها أبطأ في هضمها وامتصاصها من المواد السكرية، وهي تعطي الجسم طاقة حرارية عالية. ومن فوائد الدهون الموجودة في تركيبة التمر أنها تدخل في تركيب المخ، والأعصاب، والجلد، وتقوم بعملية تدعيم للأعضاء الداخلية لجسم كالكلية، وأعضاء الوجه والجسم، وتمنع جفاف بشرة الوجه واليدين والرجلين والشعر، وتعتبر مخزناً للطاقة في الجسم ويستغلها في الأزمات والنكبات الغذائية ووقت الصوم والمرض. ويحتوي التمر على نسبة مهمة من الماء، بما أنه يكبر وينمو في بيئة جافة، مع احتوائه على بعض الفيتامينات التي تحمي الإنسان من أمراض سوء التغدية مثل الفيتامين « أ، ب1، ب2 ولا ننسى، فقد لقب التمر بلقب «منجم المعادن» لما يحتويه من أملاح معدنية مهمة ، لها أهمية خاصة في حماية الجسم وتركيب أنسجته، حيث يحتوي التمر على أملاح الكالسيوم اللازمة لبناء وتقوية العظام والأسنان. أما أملاح الفوسفور الموجودة بالتمر فهي غذاء الحجيرات النبيلة في الدماغ، وهي حجيرات التناسل والتفكير ومن ضمن لائحة مكونات هذا الغذاء، نجد نسبة عالية من الحديد اللازم لتكوين «هيم الدم» وزيادة نسبة «الهيموغلوبين» وحماية الإنسان من أمراض فقر الدم. أما المغنزيوم والمنجنيز، فهما عنصران بغاية الأهمية ومن ضمن المكونات التي اشتهر بها التمر وباءت تلعب أدواراً خاصة ومهمة لجسم الإنسان و من ذلك كله، يتجلى لنا مدى غنى هذه الفاكهة، التي من الضروري استهلاكها بكميات معقولة، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري إذ تؤدي إلى ارتفاع نسبة الدم بسرعة.