اعتبر عبد العزيز الوزاني من بين المرشحين الذين خاضوا التجربة البرلمانية، حيث كان يُلقب ب"البرلماني المعتمر والخالد"، وفي مسيرة الرجل الذي توفي صباح يوم الأربعاء 11 ماي بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، بصمات سياسية كانت تميزها الطابع الإنتخابي، حيث عرف عبد العزيز بتحطيمه الأرقام القياسية في الإنتخابات البرلمانية، وشارك في جميع الإستحقاقات منذ بدايتها سنة 1963 بإسم حزب التجمع الوطني للأحرار الذي كان من أبرز قادته في مسار الحزب، و بغض النظر عن التجربة البرلمانية فإنه كان يعتبر كذلك أحد أقدم رؤساء الجماعات بالمغرب حيث استطاع الفوز في جميع تجاربه الإنتخابية. اشتهر عبد العزيز الوزاني رئيس جماعة "اسنادة" و أحد الأعضاء المعتمرين للغرفة الأولى بالبرلمان المغربي، بنفوذه الواسع و هو سليل إحدى أكثر الزوايا تأثيرا بالريف و هي الزاوية "الوزانية"، حيث أن والده الشريف حميدو الوزاني مؤسس فرع الزاوية بقبيلة آيت يطفت و قائدها الروحي، كان يعد من كبار مخاطبي الزعيم و القائد التاريخي للمقاومة الريفية الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، مؤسس جمهوية الريف، وخلفا لمسيرة والد عبد العزيز الوزاني الذي توفي عن عمر يناهز 82 سنة، فقد أصبح خليفة له و ورث موقع والده في تمثيل الزاوية "الوزانية"، الشيء الذي سنح له كسب الشعبية والنفوذ والسلطة، و بفضل ذكائه كما يحكى عدد من خصومه، استطاع أن يسطع في السماء السياسية خلال فترته الذي كان فيها أحد أقوى الرجال إنتماءا لمنطقة الريف، وأحد الأعمدة التي إرتكز عليها التجمع الوطني للأحرار في الريف لخدمة إيديولوجيته وأجندته السياسية. و عُرف عبد العزيز الملقب ب "الشريف الوزاني"، بكرهه لحزب الإستقلال صاحب التاريخ الأسود و مرتكب الإبادة الجماعية بالريف، و حاول في أكثر من مناسبة فض جيوب هذا الحزب وفك شفرته في عدد من المناطق التي كان يحتويها الإستقلاليون، و اشتهر أيضا برفضه مصافحة عباس الفاسي الأمين العام لحزب الإستقلال و الوزير الأول الحالي في أحد الإجتماعات الرسمية. و حضر جنازة عبد العزيز الوزاني الذي تم تشييع جثمانه بمقبرة اسنادة بإقليم الحسيمة، موكب جنائزي مهيب حضره برلمانييون سابقون و رؤساء جماعات وأعين المدن و رؤساء كل الجماعات القروية والحضرية وعدد من المواطنين هبوا من مختلف المناطق للمشاركة في تشييع جثمان الفقيد، في حين عيب بإستنكار شديد وإستغراب غياب السلطات الإقليمية والمكتب التنفيذي للحزب ترعرع فيه الوزاني وكان أحد أبطاله، مما تمثله هذه اللحظة التاريخية برحيل أحد أبرز الوجوه السياسية التي مرت على منطقة الريف. عبد المجيد محمد / ريف بريس بتصرف