نفى سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الأنباء التي وردت حول هروب والده إلي بلد أجنبية، محذرا من قيام حرب أهلية في بلاده واستعمار جديد لليبيا في حال عدم التوصل إلي اتفاق يعيد النظام. وفي كلمة تليفزيونية ألقاها مساء أمس، قال سيف الإسلام »كلنا مسلحون.. وسنقاتل حتي آخر امرأة وآخر طفل«، موضحا ان الجيش قادر وسيكون له دور أساسي في فرض الأمن بأي ثمن. واضاف ان عشرات الآلاف يتقاطرون إلي طرابلس للدفاع عنها. ودعا نجل الزعيم الليبي إلي »جمهورية ثانية« بعلم جديد ونشيد جديد، عارضا إجراء حوار وطني بدءا من يوم غد حول الدستور الليبي.
وقال ان »علينا ان نعيد الحكم المحلي ويكون هناك حكم مركزي وتستمر عملية التنمية ويتم زيادة المرتبات وغير ذلك من إجراءات اقترح ان يتم اقرارها فورا. وأضاف سيف الإسلام القذافي -في حديث للتليفزيون الليبي إلي الشعب- »لنتفق علي ليبيا جديدة، ليبيا الغد، وإلا الدخول في مواجهات وتقسيم ليبيا ومن ثم الفوضي«. واصفا ما يحدث الآن في مدينتي البيضاء وشحات في شرق البلاد بانه »شيء مخزل«. واشار إلي ان الشعب الليبي شعب واحد مندمج بالزواج وعلاقات النسب والمصاهرة. وشدد علي ضرورة ألا يضطر الناس إلي الاحتكام للسلاح، قائلا: »إننا في هذه الحالة سنبكي علي مئات الآلاف من القتلي وستغادر شركات النفط ليبيا ويشح الغذاء«، لافتا إلي ان مدينة البيضاء تشهد الآن ارتفاعا كبيرا في أسعار الخبز وأضاف: »اننا أمام اختبار عسير، كلنا مسلحون وحتي البلطجية أصبح عندهم دبابات ومدافع«.. مشيرا إلي انه توجد الآن في مدينة البيضاء رشاشات في وسط المدينة..في سياق متصل انضم عشرات الآلاف، بينهم كثير من الجنود ورجال الشرطة، للاحتجات المطالبة باسقاط النظام الليبي والتي اتسعت رقعتها لتشمل مدنا في شرق البلاد وغربها. كما اعلنت قبيلة ورفلة أكبر قبائل ليبيا انضمامها الي الاحتجاجات . وبينما كشفت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان ان أعمال عنف خلال الأيام الأربعة الماضية خلفت 371 قتيلا، قالت وكالة اسوشيتد برس نقلا عن محمد عبدالله المتحدث باسم الجبهة الوطنية لتحرير ليبيا، ان عدد القتلي ارتفع إلي 300 شخص، كما اصيب نحو ألف آخرين. ولم يسمح للصحفيين بالدخول إلي مدينة بني غازي، لكن تفيد روايات الشهود ان قوات الأمن استخدمت المدفعية الثقيلة وطائرات الهليكوبتر لقمع المتظاهرين، حيث يقتل الناس ثم بعد ذلك تشيع الجنازات لدفن القتلي وفي تلك الاثناء تطلق قوات الأمن النار علي المشيعين. وقال شهود ان أكثر الحالات التي تصل إلي المستشفي خطيرة وأغلبها مصاب بالرصاص في الرأس والرقبة. ودفعت تلك الأحداث 50 من العلماء المسلمين في ليبيا إلي مناشدة قوات الأمن وقف مذبحة بني غازي. وأفاد مصدر أمني ان ضابطا برتبة عقيد انشق عن الجيش »وانضم إلي المحتجين«.. ونقلت صحيفة الوطن الليبية عن الساعدي نجل معمر القذافي قوله إنه سيقيم في مدينة بنغازي بتكليف من والده من اجل التحاور مع الجميع. كما شهدت مدينة مصراتة -وهي ثالث كبري المدن الليبية، وتقع شرق العاصمة طرابلس علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط- بدورها مواجهات عنيفة. أما العاصمة طرابلس فتشهد استنفارا أمنيا غير مسبوق وانتشارا كثيفا لقوات الأمن، ونقلت وكالة أسوشيتد برس أن السلطات بعثت لسكان بالعاصمة رسائل هاتفية تحذرهم من التعرض لقوات الأمن وصناعة النفط. وذكرت وكالة جانا الليبية للأنباء أن السلطات الليبية اعتقلت “شبكة من المواطنين العرب الذين يسعون لزعزعة استقرار البلاد”.واشارت الوكالة إلي أن إسرائيل تقف وراء هذه الشبكة وقد وُجِّهت إلي المعتقلين تهم “النهب والسلب والتخريب، بما في ذلك إحراق المستشفيات والبنوك والمحاكم ومقار الشرطة العسكرية والمباني العامة والخاصة. .في سياق متصل، قالت المجر التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ان ليبيا أبلغت الاتحاد بأنها ستوقف التعاون معه في وقف الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا إذا شجع الاتحاد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في ليبيا..من جهتها، أدانت الولاياتالمتحدة العنف في ليبيا ضد المتظاهرين، كما اعتبرت ألمانيا ان ما يحدث في ليبيا من قمع أمرا مشينا، بينما وصفت فرنسا ما يحدث بانه أمر »غير مقبول«...وقال رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني إنه لا يريد “إزعاج” الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن حركة الاحتجاجات. وأثار هذا الموقف حفيظة المعارضة الإيطالية .ودعت كندا ليبيا إلي إجراء “حوار سلمي” مع المتظاهرين.