أنا امرأة أردنية تعتز بجنسيتها وهويتها وبثرى الأردن الأغلى الذي ولدت ونشأت عليه وبالقيادة الهاشمية وبكل ذرة من تراب هذا الوطن, وفي ذات الوقت أعشق لجذوري الفلسطينية في فلسطين الحبيبة والتي لازلت أتنفس بها وإن كنت أعيش بعيدة عنها.وهكذا هو حال الأردن وفلسطين (توأمان) وإن كان كلا منهما له كيانه وحدوده لكنهما يلتقيان في علاقة حب خالدة وفريدة لم تحدث قط بين شعبين من الشعوب الأخرى ولم تكن بمثل هذا الصدق والوفاء والتجانس الذي يتجلى لنا من خلال هذين الشعبين اللذان اتحدا معا بالدم والنسب والآمال المشتركة..هكذا عاشا وهكذا سيبقيان ولكن كلا من هذين الشعبين لن يقبل أبدا أن يكون بديلا للآخر وبالرغم من محاولات الساسة اليهود ومؤامراتهم الدنيئة التي يسهرون على التخطيط لها ويستغلون حماقة الآخرين الذين وافقوا أن يكونوا كألعوبة بين أيدي اليهود وكما حدث مع أحد النواب في الكنيست الإسرائيلي وللأسف (نائب منطقة الجولان العربي المحتل) فيقوم بكل رعونة وحماقة بتقديم اقتراح للكنيست من أجل اعتبار الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين وما تبعه من قيام بعض أقطاب الحكومة للدولة اللقيظة إسرائيل وأعلامها لمناقشة الموضوع وليكون الجميع بين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة المجنونة وكأننا لا نعرف الهدف الأول من هذه الفكرة والمتمثلة لنا من خلال المثل العربي الذي يقول (رب رمية من غير رام) حيث إن ظنهم كان أن يمر هذا المقترح بسهولة وأن لا يجد معارضة من هذا الشعب العربي الأشم والذي يمثل الأردنيين والفلسطينيين. كلنا نعرف اليهود ومنذ عهد بني قريضة والنظير يجيدون التخطيط للمكائد والدسائس التي تساعدعم على التمدد والتوسع واغتصاب الأراضي وتفريغها من أصحابها واعتبار الأفكار من خلال طرحها ومناقشتها هي البداية ليصار بعد ذلك لتنفيذها.ولكن فليخسأ الخاسؤون فنحن الأردنيون والفلسطينيون من المستحيل أن نقبل لهكذا اقتراح فالأردن له احترامه واستقلاله وحكومته وقيادته وشعبه الأبي الذي يرفض أن يزاود على ذرة من ترابه.وفلسطين لها شعبها الذي لن يرضى عنها بديلا وعن الدولة الحلم التي لن يكون سلاما من دون قيامها أي (دولة فلسطين) وإن عاش الفلسطينيون في الأردن معززين مكرمين بين أخوانهم الأردنيين فحالهم كان وسيبقى مثل حال المهاجرين والأنصار في أرض الرباط والقابضين على الجمر من أبناء هذا الوطن. الأردن تبقى هي الأردن وهي الأم للأردنيين وفلسطين ستبقى هي فلسطين والحلم للفلسطينيين ولن تقوم قائمة إن شاء الله لكل من يزاود على هذه العلاقة الوطيدة والقائمة على احترام الواحد للآخر من هذين الشعبين العزيزين وليخسأ الخاسؤون.