في حدود الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 23/05/2010 انعقد، بالمقر الجهوي (تازةالحسيمة تاونات جرسيف) الكائن بالحسيمة، اجتماع لتشكيل المكتب التنفيذي الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة. استهل اللقاء الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد الحموتي، الذي طلب من الحضور، في البداية، الوقوف وقراءة الفاتحة ترحما على الفقيد الأخ محمد دحمان. وبعد ذلك، أوضح المتدخل كون لقاء اليوم يكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى أن تشكيل المكتب الجهوي يعد لبنة أساسية في المقررات التنظيمية لحزب البام، مشيرا إلى أن المنهجية التي تم اعتمادها في تكوين هذا المكتب، لا تخرج عن تلك المعتمدة سابقا في تشكيل المكاتب الإقليمية، أي اعتماد منهجية التوافق. موضحا أنه، كأمين عام جهوي، التجأ إلى المنسقين الإقليمين، ملتمسا منهم مده بقائمة أسماء الأعضاء الذين يرون أهليتهم لتحمل هذه المسؤولية الجديدة في المكتب الجهوي. متمنيا، في الأخير، أن تسود روح المسؤولية والجدية والشفافية في مناقشة القضايا التي تهم هذا اللقاء. بدوره، وأثناء تناوله الكلمة، أعرب موفد المكتب الوطني ورئيس لجنة التنظيم في البام عزيز بنعزوزعن كبير امتنانه لحضور أشغال هذا اللقاء الهام بمدينته الغالية وبين أحبائه، ناقلا تحية خاصة من الأمين العام الوطني محمد الشيخ بيد الله في شأن تقديم التعازي الحارة والمواساة الصادقة لأسرة الفقيد محمد دحمان. مذكرا ومشيدا، في ذات الوقت، بروح المسؤولية العالية التي تميز بها الفقيد، خاصة في اللحظات العصيبة التي مر بها الحزب، في بداية تأسيسه، على المستوى المحلي. مشيرا، من جهة أخرى، إلى أن هذه الجهة ذات فضل جليل على حزب الأصالة والمعاصرة، من خلال الدور الريادي الذي اضطلع ويضطلع به أبناء هذه المنطقة، مثل إلياس وبنشماش وآخرين كثر، في المساهمة في بناء وتقوية دعائم هذا الحزب جهويا ووطنيا. لافتا الانتباه، بهذا الصدد، إلى أن مداخلتي رئبسي فريقي الأصالة والمعاصرة بالغرفتين الأولى والثانية أمام الوزير الأول، مؤخرا، قد أذكت فتيل المعارضة "الشرسة" والحقيقية التي نتطلع إليها لإنجاح مشروعنا المجتمعي الديمقراطي والحداثي، ووضعت حزبنا يضيف أمام مسؤولية تاريخية جسيمة بعد أن غدونا القوة المعارضة الأولى وطنيا. أما فيما يتصل بموضوع التنظيم، فقد أوضح بنعزوز بأن الحزب لا يتوفر على وصفات جاهزة من قبيل وجود نموذج أو مشروع تنظيمي يمكن استنساخه، لا سيما وأن مجيئنا يستطرد وتعزيزنا للمشهد السياسي الوطني كان بهدف تحريك البركة السياسية الوطنية الآسنة عن طريق إعادة الاعتبار لنبل العمل السياسي؛ لذلك، يقول، فإنه خاطئ وعلى ظلال من يربط العمل التنظيمي الذي نقدم عليه بما صاحب العمليات الاستحقاقية السابقة. منبها في ذات السياق، إلى أن شهرين من النقاش السياسي داخل المكتب الوطني، قد أفضى بهذا الأخير إلى استقرار رأيه على وضع خارطة تنظيم مؤقتة؛ وإذا كان جوهر التنظيم فيما سبق هو المنتخب، فإن التركيز اليوم أصبح منصبا على ضرورة البناء الداخلي التنظيمي للحزب، ليس مستدركا بأفق 2012 كما هو مروج وإنما 2030 وما بعدها. وغير بعيد عن ذلك، أوضح بنعزوز أن فلسفة الحزب تقوم، ضمن مبادئها الأساسية، على الاحتضان وتوسيع المشاركة وليس الإقصاء، فمكونات الحزب مختلفة وجد متنوعة، لذلك فإن مفتاح قوة حزبنا تتمثل في النجاح في تدبير هذه القوة المتنوعة في إطار الوحدة المؤمنة بالاختلاف. وبموازاة ذلك، أقر بنعزوز أن الشوط الثاني من البناء التنظيمي، على المستوى الوطني، قد انتهى بالحزب إلى هيكلة 70 مكتبا إقليميا و13 مكتبا جهويا، بطريقة واعية ومسؤولة ومقدرة لمبدأ التوافق الذي تم التقيد به. لا سيما يضيف وأن ليس هناك ما يمكن أن ينتقص من قيمتنا في العمل وفق هذه المنهجية، ما دامت العملية كلها مرتبطة بالديمقراطية في وضع غير ديمقراطي، علما أنه من داخل صناديق الاقتراع الزجاجية الشفافة يتم اغتيال الديمقراطية؛ ولذلك فالتوافق، بالنسبة إلينا، يبقى الصيغة المثلى التي سنعتمدها في تدبير شؤون الحزب مؤقتا.وفي سياق آخر، أومأ بنعزوز إلى أن المعارضة الدينامية والقوية التي أظهرها البام عقب انتقاداته النارية الموجهة لحكومة عباس الفاسي، ستقوي جبهة التكالب على الحزب وستستهدف عزله وطنيا، مما يجعلنا، يتابع، نرتقب في المكتب الوطني المرور بمرحلة صعبة، شبيهة بتلك التي صاحبت إعلان ولادة الحزب، ستشتد وطأتها علينا وسيكثر فيها الرمي بالراجمات كما يحلو للأخ بيد الله أن يردد. وفي الأخير، أوضح رئيس لجنة تنظيم البام أن المكتب الوطني قد صادق على القانون الداخلي للحزب، علما أن هناك عدة مقتضيات تم تجميدها لعدم نضج الظروف لإعمالها بالنظر للتجربة الحزبية في المغرب، من قبيل ما يعرف في الأدبيات الحزبية بالقطاعات الموازية (الشباب، النساء، المنظمات المهنية...)، بحيث فضلنا إدماج هذه القطاعات في الدينامية العامة للحزب عن طريق تكوين لجان وظيفية دائمة لها قدرة على الاستقطاب. أما سؤال النقابة الذي يتردد باستمرار، فقد عمد بنعزوز إلى قطع الشك باليقين حين أكد أن تمثيلية النقابات لا تتجاوز نسبة 1 بالمائة من الأجراء في المغرب، مما يجعلنا نقول بصريح العبارة "لا لحانوت نقابي متسرع". أما فيما يتعلق بالإعلام، فقد بشر بنعزوز الحاضرين بقرب موعد إطلاق بوابة إلكترونية (في غضون الأيام المقبلة)، سهر عليها خبراء تقنيون مشهود لهم بالكفاءة في هذا الميدان، وسيتم تخصيص حيز مهم للحراك الحزبي للبام على مستوى كافة الجهات والأقاليم. عقب ذلك، فتح باب النقاش أمام الحاضرين الذين عبروا، من دون خطوط حمراء، عن آرائهم ووجهات نظرهم وكذا متمنياتهم وانتقاداتهم بخصوص ما جاء في كلمة موفد المكتب الوطني عزيز بنعزوز والسياسة العامة التي ما فتئ يتبعها ويرسخها حزب الأصالة والمعاصرة. وبعد استراحة دامت نصف ساعة، خصصت للتداول والتنسيق بين الأمين العام الجهوي والأمناء الإقليميين بالجهة، تم الإعلان أمام الملأ عن تشكيلة أول مكتب جهوي لتازة، الحسيمة ، تاونات، جرسيف.