بعد أن اختارت معظم وسائل إعلام الغرب تجنب بث صور القتل والتدمير الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي المعتدية على أهلنا في قطاع غزة الصامد منذ نحو 19 يوماً، قامت بعض الجهات العاملة في مجال حقوق الإنسان بإطلاق موقع إلكتروني جديد على شبكة الانترنت يقوم من خلاله الفلسطينيون والمتضامنون معهم بإيصال رسالتهم إلى الجزء الكبير من العالم الذي يحاول البعض حجب حقيقة ما يجري عنه. ونظراً إلى هول التدمير والقتل الذي يذهب ضحيته عشرات الشهداء ومئات الجرحى في قطاع غزة يومياً فإن سياسة الموقع اقتصرت على عرض للصور الفوتوغرافية التي ترسم بشاعة هذه المجازر اليومية. وحول الهدف من إطلاق هذا الموقع المميز يقول أحد المشرفين عليه إن الحرب الإسرائيلية التي لاحت بوادر اندحارها نتيجة صمود الأهل والمقاومة في غزة الأبية سيتبعها مباشرةً حرب ثانية قضائية سيعلنها الضمير العالمي على الكيان الصهيوني لمحاكمة قادته وجنوده المجرمين، ويشهد الموقع حالياً زيارات عديدة من مختلف دول العالم كأستراليا والولايات المتحدة الأميركية. والجدير ذكره أن إغناء الموقع يتم عبر إدخال يومي مكثف لصور المجازر الصهيونية بحق المدنيين العزل. وذكر الاحتلال الصهيوني في بداية حربه المعلنة على شعب ومقاومة غزة أنه يتبع إستراتيجية معينة في هذه الحرب مبنية على عبر حرب تموز 2006، ومن رزمة هذه العبر التي يتحدث عنها على ما يبدو هو اعتماده على أسلوب التعتيم والتضليل الإعلامي لمعرفته المسبقة بأن مسار المعركة لن يكون أبداً في مصلحة جيشه الجبان، ولذلك قام بحرمان وسائل الإعلام الدولية من دخول القطاع بعد إعلانه منطقة عسكرية مغلقة في بداية المعركة. ولم تقف همجية الاحتلال عند هذا الحد فذهب إلى قصف مقر قناة (الأقصى) الفضائية الفلسطينية في غزة، التي سارعت بدورها بالنهوض من النيران والرماد لتواصل رسالتها إلى العالم كله. ( حسان هاشم - الوطن )