تمكن قراصنة إنترنت »هاكرز« عرب خلال اليومين الماضيين، من ضرب مواقع صحيفتي »يديعوت احرونوت« و»معاريف« الإسرائيليتين، و»بنك ديسكونت« الاسرائيلي، في إطار حرب الانترنت الدائرة بالتوازي مع القتال على الأرض في غزة. وفي تفاصيل العملية، تقول إحدى ال»هاكرز« ل»السفير«، ان المجموعة عربية تتألف من أعضاء من دول عديدة بينهم لبنانيون وسعوديون وفلسطينيون يعرفون بعضهم عن طريق الانترنت. وهم سبق أن قاموا بعمليات مشابهة إبان حرب تموز في العام 2006 وفي أوقات اخرى ضمن ما يسمى »الحرب الالكترونية«. وتضيف ان عملهم يبدأ بالاتفاق على مهاجمة مجموعة من المواقع، يستلم كل عضو أو مجموعة أعضاء أحدها، ويباشر برصدها وتحديد مكامن الضعف فيها قبل البدء بالهجوم، »ونحن غالبا ما نبحث عن مواقع معروفة يمكن لتعطيلها أن يحدث صدى. من هنا كان اختيارنا للمواقع الثلاثة الأخيرة«. وعن مهمة هذه »القرصنة«، تقول انه كان عليها رصد موقع المصرف الاسرائيلي »بنك ديسكونت« وتعطيله أمس. وتضيف »ان اختيار البنك جاء لكونه أحد البنوك المهمة التي تموّل الجيش الاسرائيلي. ويمكنني أن أؤكد أنني تمكنت من إحداث خراب كبير في بنيته الداخلية وقاعدة بياناته. ورغم أن صفحة المصرف الرئيسية عادت الآن للعمل وكأنها لم تضرب، إلا أن عملاء المصرف سيجدون الكثير من الصعوبة للدخول إلى أرصدتهم. وسيحتاج المصرف الى وقت طويل قبل أن يتمكن من تصليح ما أصابه من أضرار«. وتستخدم القراصانة أساليب مختلفة للدخول إلى المواقع، تعتمد مبدأ السرعة والمفاجأة وإحداث الضرر، ثم الخروج من الموقع قبل أن يتمكن القيمون عليه من تحديد الوجهة التي دخل منها هؤلاء. وبالنسبة للعملية التي جرت أمس (المصرف) وأمس الأول (الصحيفتان)، فقد بدأ التحضير لها منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة. ويعمل القراصنة بشكل منفصل خلال عملية الهجوم، وإن كانوا يتفقون على توقيتها عادة. وقد وضعت »القرصانة« علم فلسطين وعبارة »غزة ستنتصر« و»بنك القتلة الإسرائيليين« على الصفحة الإلكترونية الرئيسية للمصرف الإسرائيلي. أما على موقع صحيفة »يديعوت أحرونوت«، فقد وضع القراصنة صورا لشهداء فلسطينيين في عمليات قصف إسرائيلية، وصورا لعمليات التعذيب التي تعرض لها معتقلون عراقيون في السجون الأميركية. وتؤكد »القرصانة« ل»السفير«، ان »هذا النوع من العمليات لن يتوقف، فهذه طريقتنا في المقاومة ودعم صمود غزة«، مشددة على ان هناك العديد من المواقع التي ما زالت على لائحة الأهداف في الفترة المقبلة، وبعضها مواقع مهمة جدا. وكانت الإذاعة الإسرائيلية تحدثت عن اختراق عناصر من حركة »حماس« موجة إذاعة الجيش الإسرائيلي قبل يومين. وذكرت صحيفة »يديعوت أحرونوت« ان بيانات »حماسية« بثت عبر أثير الإذاعة تدعو إلى تصعيد »المقاومة الفلسطينية وتتوعد الإسرائيليين بالرد«. كما اخترق جيش الاحتلال موجات البث الخاصة بإذاعتي »الأقصى« و»القدس«، وبث عبرهما بيانات تحريضية على الفصائل الفلسطينية المقاومة. من جهة ثانية، أعلن موقع »العرب« عن تعرضه لهجوم من »هاكر« إسرائيلي متطرف مساء أمس، اذ نشر على صفحته الرئيسية وعلى عنوانه الرئيسي علم اسرائيل وكتب »عرب اسرائيل طابور خامس«. وموقع »العرب« تديره مجموعة من فلسطينيي .48 وبحسب الموقع »تمكن المتطرف الحقير من وضع شريط مأخوذ عن موقع يوتيوب احتوى على شتائم وألفاظ نابية ضد عرب اسرائيل والشهداء الأبرار الذين يسقطون بالمئات في غزة منذ أيام...«. في المقابل، تمكنت مجموعة من القراصنة المغاربة تطلق على نفسها اسم »فريق جهنم« من ضرب عدد من المواقع الاسرائيلية الأسبوع الماضي، منها مواقع جامعات وشركات ومصارف ومنتديات ومواقع أخرى تعود ملكيتها إلى مؤسسات صهيونية. وأوضحت المنظمة في بيان أصدرته ونقلته وسائل الإعلام المغربية، أنها تمكنت من الدخول إلى عدد من المواقع الإلكترونية المهمة مثل »وزارات الداخلية والأمن والمالية وموقع إيهود أولمرت«. وبحسب موقع صحيفة »هسبريس« الإلكترونية المغربية، فإن »منظمة فريق جهنم تترك على كل موقع مدمر ملصقا يحمل اسمها مرفقا بصور للشهداء في فلسطين تطالب فيه بوقف العدوان الصهيوني ونشيدا يدعو إلى الجهاد«. ( زينب غصن - السفير: )