على إثر التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مختلف ربوع إقليمالناظور، و بسبب هشاشة البنيات التحتية الأساسية و فقدانها للحد الأدنى من المعايير التقنية اللازمة، تعرضت مناطق واسعة لفيضانات جارفة أودت إلى إصابة الساكنة بخسائر بشرية في الأرواح و كذا خسائر مادية فادحة لحقت مساكنهم و ممتلكاتهم، كبرهان واضح و فصيح عن حجم الخروقات و التلاعبات التي طالت تدبير المال العام المخصص لهذه الأوراش " الإصلاحية " ، و التي انتهت أشغال جلها منذ ما يقل عن ثلاثة أشهر، حيث أن تساقطات مطرية قليلة كانت كفيلة بتعرية حقيقة تسيير المسؤولين المحليين و الإقليميين لشؤون المواطنين. هذا و بدل أن تستقدم السلطات الإقليمية عناصر الوقاية المدنية و الآليات و المعدات الخاصة لإغاثة المواطنين المنكوبين، قامت باستنفار قواتها الأمنية من عناصر الشرطة و قوات مساعدة و قوات التدخل السريع كأسلوب لبث الرعب و إرهاب المواطنين المنكوبين المحتجين على إهمال السلطات لهم و عدم اكتراثها بوضعهم، و هي التي تركتهم لمصيرهم في مواجهة الفيضانات و هولها، مما ينم عن افتقاد السلطات الإقليمية لأية إستراتيجية لمواجهة الفيضانات و الكوارث الطبيعية إجمالا، و يعبر كذلك على تأسس مختلف تدخلاتها على مقاربات أمنية تستحضر العنف و القمع كآلية للإخضاع. كما تبدو، من جهة أخرى، مسؤولية كل من السلطة الإقليمية و المجلس الإقليمي و المجالس المنتخبة واضحة لا غبار عليها، و ذلك في جميع مراحل تفويت و تنفيذ مشاريع إصلاح البنيات التحتية الأساسية التي لم تصمد أمام التساقطات المطرية، و هي ذات المسلكيات التي أنتجت لنا كارثة تجزئة المطار حيث تقاطع المصالح بين عناصر نافذة من المؤسسات السابقة و مافيا العقار على مستوى الإقليم، و التي حولت فضاءات كانت سابقا مخصصة لمرافق عمومية حيوية إلى تجزئات سكنية و تجارية في ملك حفنة من المضاربين العقاريين، و ذلك على حساب مصلحة سكان الإقليم الذين كان من المفترض أن يستفيدوا من منطقة سكنية جديدة بموصفات تقنية سليمة. إن العنوان العريض و الأبرز لما حصل بالإقليم هو « التلاعب بالمال العام »، و هو الذي زاد من حدة تبعات التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة مؤخرا، و هو ما يدفعنا اليوم كهيئات حزبية و نقابية و جمعوية إلى الانتفاض ضده عبر الانخراط في تبني أشكال احتجاجية مختلفة إلى غاية محاسبة كافة المسؤولين و المتورطين في هذه الجرائم، مطالبين السلطات المركزية بتحمل كامل مسؤولياتها حيال ذلك، عبر إيفاد لجن الافتحاص المختصة للوقوف على ما يحدث بالإقليم ، كما نهيب بكافة هيئات المجتمع المدني و الهيئات الحزبية و النقابية تشيكل لجنة إقليمية لدعم منكوبي فيضان الناظور، و ذلك خلال اللقاء الذي ستتم الدعوة له قريبا و بشكل مستعجل من طرف اللجنة. الناظور في : 11/10/2008