* من يريدا شرا بالمعطلين أبناء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ؟ نطرح هذا السؤال بعد أن أقدمت نقابة الاتحاد الاشتراكي " الفيدرالية الديموقراطية للشغل " على تأسيس جمعية أخرى للمعطلين ، أطلقت عليها إسم " جمعية المعطلين المستقلين " .. و قبل أن نتمعن في قراءة هذا الحدث الخطير، و نستخلص منه الدلالات الممكنة و المحتملة، ندعو قارئتا الكريم، إلى قراءة رد فعل الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب الممثل الشرعي لكافة المعطلين، و ذلك عبر ما توصلنا به من رسائل استنكار و تحذير.. يقول بعض المعطلين من أبناء الجمعية الشرعية أنه " لا داعي للتشرذم و التفرقة ، و يكفينا هذا التهميش و الإقصاء الاجتماعيين الموجه إلى معطلي هذا البلد الحبيب " و يضيف أن تأسيس هذا الإطار " النقابي " لن يزيد حركة المعطلين إلا ضعفا ، و لن يرشح حقلهم النضالي إلا إلى ولوج عالم البلقنة ..و حذر هؤلاء المعطلون من مثل هذه الإطارات التي تدعي الاستقلالية، متسائلين " الاستقلالية عمن ؟ الاستقلالية عن الجماهير المعطلة ؟ أم عن الاطار المكافح الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ؟ إنه أمر محزن، أن نري مثل هذه الأشياء، في الوقت الذي يستوجب فيه علينا جميعا، التكتل و الاصطفاف و الانحياز لكل الكادحين، و الفلاحين الفقراء، و العمال، و المعطلين و العاطلين عن العمل " .و لم يخف بعض أعضاء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، شكوكهم في جدية هذا الإطار – الذي سموه بالمشبوه – و أكدوا على أنه يرمي إلى " تكسير شوكة المعطلين، و تقزيم أدوارهم ، و تقوية كفة الأعداء " إن ما جاء في رسائل أعضاء الجمعية الوطنية الشرعية من استنكار و تحذير، يبقى كافيا للرد على المبادرة الخطيرة، التي رعاها حزب الاتحاد الاشتراكي، و احتضنتها نقابته العتيدة الفيدرالية الديموقراطية للشغل.. و لكن ذلك لا يمنعنا من نسج بعض التساؤلات على الشكل التالي:إذا كان الاتحاد الاشتراكي عضوا مهما في التشكيلة الحكومية القائمة ، فهذا معناه أنه صادق من قبل على برنامج عباس الفاسي الحكومي، وصوت عليه في البرلمان.. أي أنه صوت على بند يقضي بتشغيل آلاف من المواطنين، و آخرين من حاملي الشهادات العليا ، فلماذا أقدم – إذن - على خلق إطار للمعطلين ؟ هل الهدف من وراء ذلك تشتيت جهود هؤلاء المساكين الذين يظلون في القيظ و القر، يناضلون أمام بناية البرلمان ؟ أم أن المستهدف الحقيقي هو حزب الاستقلال الذي يقود التحالف الحكومي ؟ألم يسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي أن وعد في برنامجه الانتخابي بخلق أكثر من مليوني منصب شغل ؟ أم كان يعني من وراء سطور ذلك البرنامج، خلق إطار نقابي قادر على احتواء أكثر من مليوني معطل ؟ أم أن فكرة الإطار هي من إبداع وزير التشغيل الاشتراكي جمال أغماني، الذي يبدو أنه تيقن – بعد أن خبر و سبر غور ملف المعطلين - أن الحل الأمثل و الأسلم و الأفضل لتلبية مطالب المعطلين ، هو العمل على ابتلائهم – إلى جانب العطالة و قلة الحيلة – بمزيد من الإطارات و الجمعيات المختلقة و الوهمية .. أي أن الحل يكمن في تكريس " التعددية " المسمومة ؟