في جو مفعم بالحماس نفذت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان -فرع بني ملال، وقفة احتجاجية ضد تدهور الخدمات الصحية للمستشفى الجهوي لمدينة بني ملال، وذلك يوم الإثنين 15/09/2008 على الساعة الحادية عشرة صباحا أمام بوابة المستشفى. حيث عرفت الوقفة مشاركة العشرات من مناضلي ومناضلات الجمعية وما يزيد عنهم من المواطنات والمواطنين، الذين رفعوا شعارات تعبر عن استيائهم وغضبهم من الأوضاع المزرية للمستشفى: - التطبيب حق مشروع بلا رشوة بلا وساطة - هذا مغرب الله كريم لا صحة لا تطبيب - في الانتخابات بغيتونا وفي الحقوق همشتونا من جهة أخرى توقفت كلمة المكتب المحلي التي ألقاها رئيس الفرع الرفيق عباسي عباس بعرض لأبرز سمات التدهور الخطير لهذا المرفق العمومي، فبدءا من ارتفاع رسوم العلاج وتحويل خدمات الطبابة إلى بضاعة تحرم منها الطبقات الشعبية من معدومي الدخل ومحدوديه وضرب هذا الحق الحيوي، وبالتالي يحكم عليهم أن يقاسوا الموت البطيئ. مرورا بتدني الخدمات التي تصل في بعض الأحيان سوء المعاملة، وتهالك الأسرة وقلة المعدات، واستفحال الرشوة في هذا القطاع وخضوعه بالوسطاء والزبونية خاصة قسم الولادة، مضافا إليه المماطلة في إيواء المرضى لأيام وأسابيع تحت مبرر قلة الأسرة أو لإبتزاز رشاوا منهم. وقد ضاعف من منسوب هذه الفوضى غياب المراقبة والمحاسبة، ما استغله ذوي الضمائر المعطوبة للمتاجرة في صحة الناس ومآسيهم، وإخلالهم بقوانين وأخلاقيات وقسم المهنة. إن هذه الأوضاع -يقول الرفيق عباسي- ليست سوى تعبير عن سياسة التفقير والتهميش التي تنهجها الدولة، كأبشع خرق وانتهاك لأقدس حق للإنسان وهو العيش الكريم بصحة وكرامة وأمان. فالدولة هي المسؤولة عن توفير حق العلاج والدواء المجاني للمواطنين دون تمييز بسب الوضع الإجتماعي، وليس بالخوصصة العملية لهذا المرفق العمومي وما يترتب عن ذلك من حرمان ومآسي انسانية، إن الجوع والمرض الذين يعاني منهما الغالبية من كادحي شعبنا، هو النتيجة المرة لسياسة الدولة. وهذا يفضح أكذوبة "التنمية البشرية" وزيفها، إذ التنمية الحقيقية تبدأ بتوفير العيش والبيئة والسلامة الصحية والعلاج للمواطنين: - مبادرة مشبوهة لا صحة لا تنمية - لا صحة لا دواء غير الخطفة والرشوة هذا وقد عاين المشاركون في الوقفة شهادات حية مؤلمة لمواطنين مرضى حرموا من حقهم في العلاج بفعل العوز، لأن لا وساطة ولا رشوة يقدمونها. ووقعت حالات إغماء ظلت ملقاة على قارعة الطريق أمام أنظار السلطات، التي لم تستقدم سيارة الإسعاف إلا بعد مرور ما يقارب نصف ساعة! دلالة على استهتارها بأرواح المواطنين وحياتهم، وبعد تصاعد الإحتجاج والإستنكار: - واك واك على شوهة تاسمسارت والشوهة - ما مندوب ما مسؤول ها تشي ماشي معقول وفي الختام حيا رئيس الفرع الممرضون والممرضات والأطباء والطبيبات الذين /اللائي يعملون بشرف مهني ويضحون، بالرغم من ظروفهم وأوضاعهم غير المساعدة على العمل إلا بمشقة. ونبه إلى أن الفرع سبق أن رفع شكايات إلى مدير المستشفى، لكن ظلت دون جواب، وأكد عزم الفرع على مواصلة النضال وتتبع هذا الملف بما ينبغي من الحزم. وتم إنهاء الوقفة بنجاح على إيقاع نشيد: - لنا يا رفاق لقاء غدا سنأتي ولن نخلف الموعدا وهذه الجماهير في صفنا ودرب النضال يمد اليدا نعم سنموت ولكننا سنقتلع الظلم من أرضنا فرع بني ملال 15/09/2008