بعد ان ضاقت بي مساحات القول واحيانا الصراخ من اجل اجتياز النفق المظلم حيث يسود الصمت القاتل وتستعصي على البوح بما يعتمل في الصدور والعقول كل اللغات ويصبح الجلد بالسوط اعتيادا يوميا الفته الجلود التي ضبغتها سنوات من الصبر والعرق حينئذ لامناص من الاستغاثة بقدرة اقوى تعيد البسمة للشفاهالحزينة . تبا لرسائل لازالت قابعة في مكاتب الضبط وقد ضبطت متلبسة بجرم شكاية معجونة بكل هموم اليومي لاتروم سوى اذنا تصغي لنبضات الهم المنبعثة من صدر هذا الزمن الموبوء ، لكن الغارقين في كراسيهم الوثيرة فقدوا نعمة الاصغاء واستراحوا في ضيعات الخطب الرنانة التي اعتنقوها مذهبا يغني عن سراط التفكير في الالاف المؤلفة ممن يتضورون جوعا ينهش امعاءهم ويمتص ما بقي من ماء وجوههم الكئيبةالتي راكمت عبر السنين قساوة ما كانت الجبال لتحتمل ثقلها نعم .. لاحيلة لي ولاقدرة على رد جلمود صخر حطه السيل من عل ، ولا املك سوى لسان بن الابكم قيل انه ليس لساني وما قاسوا درجة مرارته لينفذوا الى تفاصيل القهر ويكتشفوا حجم المعاناة التي تجبرنا على بث شكوانا الى الله عزوجل بعد ان انهكتنا صروف القول وجانبت سبيلنا التفاتة ممن اعتقدنا في صلاحهم وشهدنالهم بذلك في صناديق من زجاج لم تحجب عنهم ما حملته شهادتنا من جميل الامل في غذ مشرق يتسع ضياءه الباهر لكل الظلمات التي نغوص فيها فهل هذا علينا كثير نحن من تعودت السنتنا على اللهجبالكفاف والعفاف والغنى عن الناس لانامل اكثر من ذلك ولينعموا بفيلاتهم الفخمة وسياراتهم الفاخرة وملايينهم المكدسة ووو اللهم لانحسد احدا فقد فضلت بعضنا على بعض في الرزق لكنك سبحانك وتعالى حرمت الظلم على نفسك وجعلته محرما على عبيدك اوليسوا عبيدك ؟ فيااسياد هذا الزمن الكلب قد باعدت بيننا وبينكم اكوام الذهب واوراق البنكوت المكدسة في كل ممرات العبور اليكم ، وحالت بيننا وبينكم حواجز البيروقراطية المريضة ، واوصدت دواوينكم ابوابها في وجوهنا واختفى عن ابصارنا الضعيفة وجوه الفناها في الانتخابات والى انتخابات قادمة ... ولم يبقى لنا والله الا ان نرفع رسائلنا الى من لا بواب على بابه عساه عزوجل ان يبث في قلوبكم الرحمة ويرفع عن عيونكم الغشاوة فتبحثوا في مصدر ضررنا واضرارنا ، فكم من علة لديكم دواؤها وكم من مختلس او متهاون تملكون وسائل زجره في الدنيا وكم وكم وكم ؟ لست ادعي في هذا الرجاء من الله اتهاما مسبقا لأحد وليس بيني وبين احد عداوة او مصلحة شخصية ولكن بيني وبين الجميع الحق الذي اطمح كغيري ان يسود فوق الجميع والا يكون مطية لذاك وسيفا على هذا الذي يرزح تحت الفقر والاقصاء والتهميش فياالله ازرع في قلوبهم حب العدل واجتناب الظلم وصبر قراءة الوارد عليهم من شكايات المواطنين ويسر لهم سبل مراقبة ومحاسبة من ليس على لسانهم سوى لفظ ( هوى ). لقد اعتدنا طيش ابنائهم يدوسون بعضنا بسياراتهم وهم سكارى ، وتهشم بعضهن عظام شرطية ارادت تطبيق القانون ويطلق سراح بعضهم وهم يحملون كميات من الكوكايين ويعتدي احدهم على موظف اثناء مزاولة عمله كل هذا لانهم ابناء وزراء وجنرالات وبرلمانيين وهو امتياز يمنع عنهم يد القانون .واعتدنا قبل هذا اختفاء صحيفة سوابقهم العدلية فما عاد اصدار شيك بدون رصيد ولا الاعفاء من العمل بسبب مرض عقلي ولا شكايات بالتحرش الجنسي او الارتشاء او... تمنعهم من التربع على كراسي المسؤولية .كما اعتدنا قبل هذا وذاك ان ضريبة قول الحق في دولة ترفع شعار الحق والقانون هي ( الصبر على المحن ) والتوجه الى الله ( اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا )