هطلت الأمطار و غسلت الشوارع و الدروب و حمد المغاربة ربهم بهذا الخير الذي من به عليهم.فإذا كان المطر خير و بشر و فرح في كل أنحاء الدنيا، فهو ليس كذلك في حي يعقوب المنصور بالرباط فبعد لحظات قليلة من نزول المطر، تحولت الشوارع إلى مستنقعات ، و معابر السيارات إلى برك لا ينقصها إلا جلب قليل من البط و الإوز ليتحول الحي إلى منظر يمكن أن يجلب السياح لمشاهدة إحدى عجائب الدنيا . ففي مثل هذه الأحوال يصعب عليك عبور الطريق بأمان ، دون أن يبلل الماء حذاءك و جواربك و قد يصل إلى ركبتيك ، ففي منظر لاأدري إذا كان يبعث على البكاء أو الضحك و من شر البلية ما يضحك ، قامت سيدة مسنة بخلع حذائها و جواربها ووضعهما تحت إبطيها ورفع جلبابها إلى الأعلى لتتمكن من المرور سالمة كأنها تعبر نحو ضفة أخرى ، أما في أعلى الشارع فقد قام مجموعة من المتطوعين بوضع أحجار كبيرة من الأجور لتمكن العابر من المرور بسلام من مخاطر البلل ، فهل كلما هطلت الأمطار ستكرر هذه المشاهد البائسة. أم أنه ليس من حق سكان الجانب الأخر من المدينة أن يستمتعوا بحي نظيف صيف و شتاء ، أم أنه ليس لهم من خيرات الأمطار سوى برك مائية تعيق مرورهم و تبلل ملابسهم ، هذه البرك التي تتحول لمرتع للطفيليات و الفطريات التي قد تضر بصحة المواطن.أليس بيد جماعة يعقوب المنصور بالرباط من حل لهذه المستنقعات سوى انتظار إشراق الشمس و هل ينتظر المواطنون حتى إشراق الشمس للمرور بسلام أم ليس من حل أمامهم سوى الرضوخ للأمر الواقع؟