في الأيام الأولى لصولات حزب الله في مواجهة العدوان الصهيوني الغادر، تمخضت "الحالة السعودية الجديدة" فولدت بياناً مشوهاً ومفاجئاً وباعثاً على الاستهجان والاستنكار، نظراً لأنه تعمد قلب الحقائق، وخلط الأوراق، ونبذ الشقيق، ودعم المعتدي وتوفير الغطاء الأدبي والسياسي له، عبر دمغ أعمال المقاومة البطولية بالمغامرة غير المحسوبة.يومها وقف الوطن العربي كله مأخوذاً ومشدوهاً ومستصعباً تصديق ما سمع، وتقبل ما رأى، وتفهم ما حدث، وتبرير ما وقع، وتفسير ما وراء هذا الانقلاب المباغت الذي نقل الخطاب السياسي السعودي من النقيض إلى النقيض، واقتلعه من روضة التوافق والاعتدال والاتزان، ليلقي به على قارعة الشطط والتحامل والاتهام والاستفزاز. فيما بعد، ومن قبيل حسن النية، والامتثال لمقولة "التمس لأخيك عذراً"، حأول البعض رد البيان السعودي الظالم، إلى ذلك الصراع الصامت الدائر راهناً بين إيران والسعودية التي تعتبر حزب الله بمثابة حصان طروادة اخترقت إيران به، ليس الجسم اللبناني فحسب، بل والوجدان العربي أيضاً، حيث يحظى هذا الحزب المجاهد بشعبية أسطورية ما بين المحيط والخليج•غير أن الشمس لا تتغطى بغربال - كما يقال - فسرعان ما كررت "الحالة السعودية الجديدة" فعل الخطيئة عبر التدخل السافر والمباشر في الشؤون السورية الداخلية، واحتضان الخدام عبد الحليم وباقي أوباش المعارضة السورية المجوقلة الذين تقاطروا مؤخراً على السعودية زرافات ووحدانا، التماساً للدعم والمؤازرة والإسناد•قبل ذلك، عملت "الحالة السعودية الجديدة" على استبعاد سوريا من المثلث المركزي العربي الذي ينتظم سوريا ومصر والسعودية، عقاباً لها على رفضها للملاءات الأمريكية، ودعمها للمقاومة العربية، وتقاربها مع إيران الخمينية•• وها هي اليوم تتقدم خطوة إضافية على درب استفزاز سوريا والتدخل في شؤونها الخاصة، تماماً كما سبق فعله مع عراق صدام حسين•• ناسية أو متناسية أن زمن أول قد حوّل، وان أمريكا التي تستقوي بها باتت غارقة في وحول العراق وأفغانستان، ولم تعد قادرة على مجابهة دولة جائعة مثل كوريا الشمالية، أو دولة جامحة مثل فنزويلا.سوريا ليست قطعة بسكويت، أو دولة كرتون، لكي تخشى على نفسها من دسائس أعدائها، فهي بكل الحسابات أقوى شكيمة واصلب عوداً وأكثر أمناً واطمئناناً من هؤلاء الأعداء، ولكنها لا بد آسفة اشد الأسف على هذه المبادرات السريعة الطلقات القادمة من مدافع "الحالة السعودية الجديدة" المنسجمة في غضبتها المضرية مع مخططات الرئيس شيراك الصليبية والمدفوعة الثمن مسبقاً من أموال الأسرة الحريرية.سوريا ليست ريشة في مهب الريح، أو دوقية رخوة وغشيمة وفاقدة للخبرة والإرادة، بل هي دولة عريقة وعظيمة ومدججة بالخبرة والقدرة والشجاعة في الرد على المؤامرات والتصدي للتحديات، ولكنها لا بد عاتبة أو حتى غاضبة من هذه الهجمة الإعلامية الموجهة ضدها من لدن الإمبراطورية الإعلامية الدائرة في الفلك السعودي، والمتكرسة منذ جملة اشهر للنيل من صمود سوريا وأمنها واستقرارها، وللتشكيك في خطها السياسي وَصفها القيادي وتحالفاتها الإقليمية، ثم للتمهيد لما هو قادم من "مفاجآت" تتصل بتقرير برامريتز وتشكيل المحكمة الدولية•يوماً بعد يوم، تتجمع خيوط المؤامرة الجاري حبكها ضد سوريا، وتتقارب الأطراف المشاركة فيها، وتتضح المعالم الأساسية لها•• فالثابت أن عدة جهات عربية وأجنبية خاسئة تراهن - ربما بحكم علمها المسبق - على تسييس تقرير برامريتز، المحقق الدولي في جريمة اغتيال الحريري، وتوجيه أصابع الاتهام إلى عدد من القيادات السورية المهمة التي سيجري استدعاؤها، في هذه الحالة، للمثول أمام المحكمة - أو المصيدة - الدولية المنوي تشكيلها قريباً، توطئة إلى توظيفها فيما بعد كمنصة دولية لإدانة النظام السوري برمته، واعتباره مسؤولاً عن اغتيال الحريري، وخارجاً على القانون الدولي، وفاقداً للشرعية السياسية والأخلاقية والحقوق - إنسانية، وبالتالي مستحقاً للعقاب الدولي الجماعي المتعدد المراحل، والمتصاعد الدرجات والمستويات•وإذا ما تم ذلك كذلك - كما تتوهم الجهات الخاسئة والمتواطئة - فسيجد النظام السوري نفسه رهن وضع حرج، وعزلة خانقة، وحالة معنوية متدهورة، وضغوط سياسية واقتصادية وأمنية هائلة ومن كل حدب وصوب، سرعان ما ستؤدي جميعها آخر الأمر إلى انهيار هذا النظام، وانفتاح الدروب واسعة أمام عودة الخدام عبد الحليم وبقية "فرسان" المعارضة السورية على ظهور أحصنة بيضاء، إلى سدة الحكم في دمشق، وسط ترحيب شعبي منقطع النظير !!هذه هي حسابات الحقل، فماذا عن حسابات البيدر؟؟ وهذه هي بعض رهانات وسيناريوهات ومخططات الجمع المتربص والمتآمر، فماذا عن مواقف وردود وإجابات الجانب السوري المستهدف؟؟منذ اليوم الأول لاغتيال الحريري، أعلنت سوريا إدانتها لهذه "العملية الرهيبة" كما وصفها الرئيس بشار شخصياً، وأوضحت بكل السبل أن لا ناقة لها ولا جمل في تغييب الحريري عن ساحة السياسة اللبنانية•• فهو ليس عدواً أو حتى خصيماً لها رغم أية خلافات أو تعارضات، بل هو في ميزان النقد والتحليل صناعة سورية على الصعيد السياسي، مثلما هو صناعة السعودية على الصعيد الاقتصادي، وقد ظل، رحمه الله، أميناً مع نفسه، ووفياً لمرجعياته في دمشق والرياض إلى آخر أيام حياته، وبما يخالف أحيانا قناعاته الذاتية، شأن ما فعل في معركة التجديد للرئيس لحود، نزولاً عند الرغبة السورية التي كانت تتعارض مع رغباته و قناعاته الشخصية والسياسية•وبعيداً عن مزاعم وفبركات المدعو ديتلف ميلس الذي كان هجّاصاً وخبّاصاً، وليس محققاً محترماً قط، فقد أظهرت سوريا تعاوناً كبيراً مع المحقق برامريتز الذي أشاد علناً بهذا التعاون في تقريره الأخير، رغم انه تركه منقوصاً ومفتوحاً وحمّال أوجه، ربما لكي يصار إلى تسييسه في الفصل الختامي، بناءً على رغبات وتوجيهات القوى الخاسئة والمتواطئة والمتربصة التي تتحين الفرص منذ زمن طويل، لخنق النظام السوري وإسقاطه، باعتباره آخر عقبة في طريق السلام الصهيوني، والمشروع الشرق أوسطي الجديد!!طيب•• إذا كانت هذه - ولو بالافتراض - هي حسابات الحقل التي تتبناها وتتمناها الأطراف الأمريكية والفرنسية والصهيونية والرجعية العربية، فما هي حسابات البيدر المتوفرة لدى سوريا؟؟ هل تذهب إلى حتفها بظلفها؟؟ وهل تدخل المصيدة الدولية بقدميها؟؟ وهل تغلب الشرعية الدولية المزعومة على الشرعية الوطنية المستقلة؟؟واقع الحال الذي ثبت في الماضي، ويثبت في الحاضر، وسيثبت في المستقبل أيضاً، إن سوريا ليست جمهورية موز تدار بالريموت كونترول الأمريكي، وان سوريا ليست طريدة مذعورة سرعان ما تفقد إرادتها وتخور عزيمتها أمام "العين الحمرا" للرئيس شيراك، أو الأمير بندر، أو الست غونداليزا•• بل سوريا - يا سادة - قلعة مكينة يقودها أسد هصور، ويربض فيها شعب عربي أبي، ويقوم على حراستها جيش "ميسلوني" مقدام، ويتغلغل في مفاصلها وتفاصيلها وتضاريسها حزب قومي عريق قد يتراخى في أوقات الرخاء، ولكنه سرعان ما يستعيد أصالته، ويثبت موجوديته حين يجدّ الجد، وتلتهب ميادين النضال، أسوة بشقه أو شقيقه العراقي الذي أذهل الدنيا بنضاليته وفدائيته واقتداره العالي في مقارعة المحتلين الغزاة•تملك سوريا - بكل بساطة - أن تدير ظهرها لهذه المسرحية الميلودرامية، وان تترك للمخرجين والمنتجين والمؤلفين والممثلين المتربصين أن يبتلعوا لعابهم، أو يشربوا ماء البحر•• فمادام بمقدور إيران وكوريا الشمالية أن تديرا ظهريهما للعالم، تمسكاً بخياراتهما النووية•• ومادام في استطاعة كوبا وفنزويلا وبوليفيا وتشيلي أن تتحدى أمريكا، وهي على مرمى حجر منها•• ومادام في إمكان إسرائيل أن تدفن عشرات القرارات الدولية في رمال غزة وجبال الضفة دون حساب أو عقاب•• فلماذا يتعين ويتوجب ويتحتم على سوريا أن تضع عنقها، بغير وجه حق، في حبل المشنقة المنصوبة لإزهاق روحها، منذ ما قبل اغتيال الحريري بوقت طويل؟؟؟؟ الردة•• انقلاب على الذات والقناعاتقتلتنا الردةقتلتنا الردةإن الواحد منا يحمل في الداخل ضده(الشاعر العراقي مظفر النواب)الردة فعل فاضح في مكان عام، وعلى رؤوس الأشهاد•• فالجهر بالردة ابرز شروطها ولزومياتها•الردة هروب من الضمير، وانقلاب على الذات، وعدول عن القناعات، وانهيار في المعنويات، وتنصل من الالتزامات، وتحلل من المسؤوليات، والتحاق بحزب الشيزوفرينيا السياسية•الردة سقوط من علياء المبادئ إلى حضيض المنافع، وانسحاب من بيت القناعة إلى بيت الطاعة، وإفلاس في الذخيرة الروحية لحساب الوسواس الخناس، واستقالة من المواقف الحاسمة بغرض اللعب على كل الحبال، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير•الردة تراجع باسم المراجعة، وتخريب بزعم التصويب، وتزوير بحجة إعادة التفكير، وانهزام بدعوى تجديد الالتزام، وافتراق عن الثوابت بذريعة البحث عن البدائل، وخروج على المسيرة بادعاء الولوج في عصر العولمة ومعطياتها ومستجداتها•الردة خطيئة مرتبطة بظرفها، ومتعلقة بشرطها•• فهي لا تأتي عفوياً أو عشوائياً، أو معزولة عن أسبابها ومقدماتها، وإنما تأتي جراء عدة أسباب ودوافع ومحركات، سواء بالترغيب أو الترهيب•• بالإملاء أو الإغراء•• اكتساباً لمنفعة أو اجتناباً لمضرة•• استجابة لمشاعر الجزع أو شهوات الجشع والطمع•الردة في قياس المسافات وحساب المواضع، منزلة بين منزلتين، ومحطة بين محطتين•• فهي في السياسة خروج على الانتماء الوطني، ووقوف عند بوابة الخيانة•• وهي في الديانة مروق عن المقتضى الإيماني، ووقوف عند بوابة الكفر والشرك بالله•• وهي في ميزان القيم والأخلاق إيغال في تضاريس الخطأ، ووقوف أمام بوابة الخطيئة•رب مرتد يثوب في بعض الأحيان إلى رشده، ويعود إلى صوابه، ويتطهر في كوثر التوبة من رجس الردة•• غير أن للردة قوانينها الغلابة التي كثيراً ما تجر المرتدين إلى وحول الزندقة والعمالة•• ذلك لان الشخوص المرتدة لا تختلف عن الأجسام الساقطة أو المتساقطة التي لا مُستقر لها إلا في القيعان والوديان السحيقة•للردة في التاريخ العربي حضور كبير وقديم، فقد اقترفها ازلام مسيلمة الكذاب عقب وفاة الرسول الكريم، وبمجرد أن آلت الخلافة إلى أبي بكر الصدّيق الذي سرعان ما اثبت انه رجل دين ودولة، حين استبدل القوة باللين، والشدة بالرأفة، وقال قولته المعروفة : "والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم في منعه"، ثم ما لبث أن أنفذ وعيده حين أمر خالد بن الوليد بمحق الفتنة، وسحق الردة، وقتل مسيلمة، عميد مدرسة المرتدين والكذابين في المدى العربي الممتد حتى وقتنا الراهن•غاب مسيلمة ولكن مدرسة الردة لم تغب•• مات مسيلمة ولكن أولاده وأحفاده ومريديه مازالوا يتوالدون ويتناسلون بين ظهراني امتنا، جيلاً بعد جيل، وفوجاً إثر فوج حتى تلوثت بهم معظم هوامش التاريخ العربي، وغصت بهم اغلب "مجاري" التراث العربي، وارتبطت بهم أكثر بلاوي الحاضر العربي•• ذلك لأنهم أسهموا على الدوام في تخريب عزم الأمة، وشكلوا سنداناً لمطارق الأعداء التي تهاوت عليه من كل جانب•ورغم أن قطعان المرتدين الغابرين والمعاصرين أكثر من الهمّ على القلب، ومن الوحل على الدرب، إلا أن أنور السادات يمكن أن يشكل المثال الأوضح، أو العينة الأبرز من بين أحفاد مسيلمة الذين اندفعت بهم رياح الانحراف إلى مهاوي الردة، ثم إلى قعر العمالة والخيانة•في بداياته ركب السادات أمواج المد الثوري، وبعد انتصار ثورة 23 يوليو استمات السادات في عبادة الناصرية، وبعد نكسة حزيران تمسكن السادات حتى تمكن من الوصول إلى نيابة رئيس الجمهورية•• وما أن وقعت الواقعة برحيل عبد الناصر حتى أسفر السادات عن وجهه الحقيقي، وأعلن انحيازه الفاضح إلى مسيلمة، عميد مدرسة الردة والثورة المضادة•ولأن الردة بحر بلا قعر، ولأن السقوط متوالية حركية تقود أصحابها من المتدني إلى الأدنى، ومن السفلي إلى الأسفل، ومن السيئ إلى الأسوأ•• فسرعان ما وجد السادات نفسه في أحضان الخيانة، وفي ضيافة مناحيم بيغن بالقدس المحتلة، وفي سجن معاهدة كامب ديفيد المشؤومة•• ثم في مرمى بنادق المصريين الأحرار الذين أرسلوه فوراً إلى جهنم•• و بئس المصير•يحدث أن تستعير الردة لنفسها آليات البلوى والعدوى وأنفلونزا الطيور، فما أن يتحقق بعض شروطها وتبدأ الإصابة بها حتى تتسع مفاعيلها، وتنداح دوائرها، ويتكاثر أوباشها ودراويشها والمرزوءون بها•• ولعل وقائع الصفحات الأولى من عقد التسعينات خير شاهد ودليل على صدق ما نقول، فما أن باشر المعسكر الاشتراكي مسلسل انهياراته، وما أن تعرض العراق للحصار بعد كسر شوكته في الكويت، حتى اختلت معادلات القوى وموازينها العالمية والإقليمية، ثم تخلخلت أوتاد اليقين العام فاختلط الحابل بالنابل، ورأيت الناس يدخلون في أوكار الردة أفواجا، حيث انقلب الكثيرون على أعقابهم، وانكفأ الكثيرون عن معتقداتهم، فتحول القومي بين عشية وضحاها إلى قطري، والتقدمي إلى رجعي، واليساري إلى يميني، والماركسي إلى ليبرالي، والوطني إلى طائفي أو جهوي أو فئوي أو مذهبي•• والعياذ بالله.غابت البندقية، وحضرت أوسلو•• ماتت الشعارات الثورية، وولدت الفبركات الاستسلامية•• سقطت دكتاتورية البروليتاريا، ونهضت التقاليع والصرعات الديموقراطية•• انطفأت الروح الوطنية والنزعة الاستقلالية، واستفحلت التنظيرات العولمية والشرق أوسطية•• اختفت صيحات الكراهية وشعارات العداء لأمريكا، وحلت محلها بكل سفور وفجور دعوات الاستقواء بها، والاعتماد عليها، والترحيب ببرامجها ومناهجها وما تيسر من "فضلات" المحافظين الجدد!!وهكذا أصبح عقد التسعينات وطناً للردة، وموسماً للهرولة صوب الفضيحة، ومسرحاً للتعرية الذاتية من المبادئ والثوابت، ومنبعاً للأفكار الموبوءة ب"صراع الحضارات" و"نهاية التاريخ"، وملعباً لمسابقات القفز العالي والعريض من النقيض إلى النقيض•• واسألوا المرتد الأكبر وليد جنبلاط !!ولكن يبدو أن أحفاد مسيلمة من عشاق الردة والنكوص والانحراف قد وقعوا في شر أعمالهم، ووضعوا أنفسهم في انتظار أبي بكرٍ جديدٍ يحز رقابهم النجسة، وفاتهم أن الأمم العريقة المعطرة برحيق التاريخ مثل امتنا العربية قد تكبو ولكنها لا تسقط، وقد تغفو ولكنها لا تموت، وقد تنهزم ولكنها لا تستسلم•• فسرعان ما أفاقوا على دوي معارك المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان، وسرعان ما أدركوا أن أميركا ليست قَدَراً، وان الردة ليست حلاً، وان الحرب السرمدية التي دارت وستدور راهناً ومستقبلاً بين الكذاب مسيلمة، والصدّيق أبي بكر، ستظل محسومة بأمر رب العالمين، لصالح الصديقين وليس شراذم المرتدين والمشركين• المصدر : حركة القوميين العرب