حكاية تدور فصولها بين ما يعشعش في أذهان البسطاء حول "غولة" تحوم على أطراف القرية الصعيدية، على تخوم الجبل، وبين تسلط ثري مستبد يدعى "مندور بيه"، يستغل الضعفاء ويذلهم، بانيا امبراطورية الشر و "المخدرات" على جزيرة في النيل. "حدائق الشيطان"، المسلسل الرمضاني، الذي يتابعه الملايين بشغف خلال ليالي رمضان على قناة mbc، وهم مشدودون إلى قسوة مندور بيه، ورقته أحيانا، وصلابة "دياب" في المطالبة بحقه، وانتهازية آخرين، وإنسانية "قمر"، وعجز الجميع، عن ردع.. جمال سليمان، الفنان السوري الذي فاجأ الجميع، بأدائه دور البطولة في هذا المسلسل.. "مندور بيه أبوالدهب". جمال سليمان، الفنان السوري الذي فاجأ الجميعويبدو أن سليمان نفسه تفاجأ بإسناد هذا الدور له. فبالإضافة إلى شخصية "مندور بيه أبوالدهب" المعقدة والمركبة، تبقى صعوبة أداء اللهجة الصعيدية، عقبة كأداء أمام أي ممثل مصري لا يمت بصلة للصعيد، ناهيك عن ممثل سوري. لكن سليمان الذي خاض غمار أعمال تاريخية بالفصحى، إضافة ل"التغريبة الفلسطينية"، و"الثريا" على سبيل المثال، وجد تحد جديد ينطرح أمامه، وتجربة أخرى ترمي بقفاز التحدي في وجهه.ويقول الفنان السوري جمال سليمان أن سبب إسناد هذا الدور له، يعود إلى الرغبة في توزيع الأدوار، والبحث عن نقطة جاذبة جديدة. ويستطرد: "هناك ممثلون مصريون يستطيعون أن يقدموا الشخصية باقتدار، ولا يمكن للناس أن ينسوا أداء ممثلين كبار جسدوا شخصيات صعيدية ليس آخرهم ممدوح عبدالعليم"، لافتا إلى عبدالله غيث، ومحمود مرسي وصلاح السعدني. وأضاف جمال سليمان بأن أي عمل درامي يحاول أن يبحث عن جديد ما، إن كان في الحكاية أو في شكل الإخراج ، أو في طبيعة توزيع الأدوار. تماما مثل مسلسل سوري فيه شخصية خيرة ونبيلة - يقول سليمان - فتقرر أنت كمخرج من باب الجدة أن تسنده لممثل اشتهر بأدوار الشر. ويشدد سليمان على أن توزيع الأدوار مسألة مهمة في العمل الفني. وهي من نقاط الجاذبية التي يبني عليها المخرج علاقته بالجمهور، ومن هذا الباب جاء اسناد دور "مندور أبو الدهب" لممثل سوري. ولم يخطر الأمر بباله أبدا، وتفاجأ هو، كالمشاهدين الذين ألفوه في رمضان، يصيح ويتوعد ويزأر كصعيدي قح. ويعترف جمال سليمان بأنه، وجد صعوبة كبيرة في اجادة اللهجة الصعيدية.ويقول: "كنت أتوقع الأمر مثل (التغريبة الفلسطينية) و(الثريا)، وأدرك أن الاتقان مسألة صعبة جدا، خصوصا أن المسألة ليست مجرد ترديد واستظهار لغة فحسب، وإنما تتعدى ذلك لتعبيرات وأداء، ويجب أن تكون اللغة طيعة في خدمة الممثل، لا العكس"، لذا فإن جمال سليمان قرر الذهاب إلى مصر قبل بدء التصوير بشهر كامل.ووضع سليمان نفسه تحت تصرف أستاذ في اللهجة الصعيدية، ورغم ذلك كله، اجتاحه القلق، حين بدأت الصحافة المصرية تكتب عن صعوبة إتقان اللهجة الصعيدية. لكن الضغط النفسي الواقع عليه، زال بعد بدء عرض المسلسل.عن موقع فرفش