تقول القصة الجديدة القديمة، أن بنيامين نتنياهو الليكودي المتطرف، في غمرة صراعه مع حزب العمل الإسرائيلي قام بتكليف مجموعة من صقور المحافظين الجدد في أمريكا بإعداد دراسة استراتيجية كانت مثيرة للجدل في رأي الكثير من المحللين، وذلك بسبب غرابة ولا أخلاقية موضوعها، والذي كان يتمثل في وضع استراتيجية، ل (خارطة طريق إسرائيلية) تتمكن بموجبها إسرائيل من تحقيق جانبين، هما: - التملص والانفكاك من الالتزامات التي ترتبت على عاتق إسرائيل من جراء توقيعها لاتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية السلام مع الأردن، واتفاقية أوسلو.. وغيرها.- الاستفادة بأقصى حد ممكن من الفرصة الهائلة التي انفتحت أبوابها أمام إسرائيل من جراء سيطرة أمريكا على النظام الدولي بعد حرب الخليج التي نشبت في مطلع التسعينات.تبنى معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة، عملية إعداد الدراسة، وتم تكوين المجموعة المكلفة بإعداد الدراسة، بإشراف ريتشارد بيرل أحد صقور المحافظين الجدد وتعاون مجموعة مكونة من تسعة خبراء، هم: جيمس كولبرت (المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي)، شارغر فياريانكس (جامعة جونز هوبكنز)، دوغلاس فايت (مجموعة فايت وتزيل وشركاه)، روبرت لوفيمييرج (رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة)، جوناثان توروب ( معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى)، ديفيد فورمزر (معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة)، ميعراف فورمزر (جامعة جون هوبكنز). حوالي عام 1996، أصدرت مجموعة الخبراء والتي تمت تسميتها ب (مجموعة الدراسة حول الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة لعام 2000م التقرير الذي حمل اسم: (التملص والتجاوز التام: استراتيجية جديدة من أجل تأمين المنطقة A clean Break: A new strategy for securing the Realm – وقد بدأ التقرير تناوله للموضوع زاعماً بأن هناك مشكلة كبيرة في إسرائيل تتمثل في تيار الصهيونية العمالية (Labor Zionism)، والذي سيطر طوال فترة سبعين عاماً على الحركة الصهيونية، الأمر الذي ترتبت عليه الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي عانت منها إسرائيل، كذلك أدى هذا التيار إلى جعل إسرائيل تبني ما فوق الوطني على ما هو وطني الأمر الذي جعلها تتورط في اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، واتفاقية أوسلو.ورأى التقرير بأن لا بد من التخلص من تيار العمل وغيره من تأثيرات الهستدروت، بحيث تصبح إسرائيل دولة يهودية متماسكة القوام، على النحو الذي يعزز قدرتها في عملية الانقضاض على كل التزاماتها واتفاقياتها في المنطقة، واستغلال الفرصة الهائلة أمامها والتي أتاحت سيطرة أمريكا على النظام الدولي الجديد. بعد استلام بنيامين نتنياهو للتقرير، عاد مباشرة من أمريكا إلى إسرائيل، وأعلن بوضوح أمام الجميع، بأن الفرصة متاحة الآن أمام إسرائيل، وبالتالي يجب اعتماد استراتيجية إسرائيلية جديدة تقوم على أساس فكري جديد، تهدف داخلياً إلى البدء بالإصلاح الاقتصادي، وإقليمياً إلى الاستناد على ثلاثة مبادىء، هي:- العمل الوثيق جنباً إلى جنب مع تركيا والأردن، من أجل احتواء وصد التهديدات الأكثر خطورة، مع ضرورة أن يتضمن ذلك التملص والتخلي التام عن عملية السلام، والانتقال باتجاه تبني مفهوم تقليدي لاستراتيجية تقوم على قاعدة توازن القوى.. (أي أن تركز إسرائيل على تعزيز تفوقها العسكري، بدلاً من الانشغال بعملية السلام).- أن تغير إسرائيل طبيعة علاقاتها مع الفلسطينيين، بحيث تقوم بالتصعيد أكثر فأكثر في ممارسة عملية التتبع والتعقب الساخن وفقاً لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، مع ضرورة أن يشمل ذلك كل مناطق تواجد الفلسطينيين داخل وخارج إسرائيل، مع العمل على إضعاف السلطة الفلسطينية، وسلطة ياسر عرفات.- وضع أسس جديدة للتعامل مع الولايات المتحدة، بحيث تشدد إسرائيل على مبدأ الاعتماد على النفس من جهة، ومن الجهة الأخرى على التعاون الاستراتيجي في مجالات الاهتمام المشترك وقد تبدو هذه النقطة غامضة ويبدو أن بنيامين نتنياهو قد تعمد ذلك، وهي تعني بوضوح أن إسرائيل سوف تستمر من جهة في تعاونها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وذلك في مجالات الاهتمام المشترك.. ومن الجهة الأخرى، فإن عملية اعتماد إسرائيل على نفسها، تشير بوضوح إلى أن إسرائيل سوف لن تعتمد على أمريكا في المجالات غير المشتركة، وإنما عن طريق المزيد من التغلغل بواسطة عناصره في داخل دوائر صنع واتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية.. وذلك على النحو الذي يجعل إسرائيل تعتمد على نفسها تماماً في ال (حصول على الوثائق الأمريكية عن طريق سرقة مستندات البنتاغون، وتوجيه أنشطة وزارة الخارجة الأمريكية، وتحركات مسؤولي البيت الأبيض، وممارسة الضغوط على الكونغرس الأمريكي من خلال أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، وذلك من أجل متابعة وتنفيذ إصدار القوانين والتشريعات الدستورية التي تخدم مصلحة إسرائيل، هذا وتأكيداً على هذه النقطة فقد نشرت منظمة الإيباك على موقعها بالانترنت هذا الشهر قائمة بإنجازاتها، أشارت فيها إلى أن مندوبي الإيباك قد نجحوا في إقامة 2000 إجتماع مع أعضاء الكونغرس، كذلك بلغ عدد القوانين والتشريعات التي قام الكونغرس بالمصادقة عليها وكان الإيباك وراء إعداد مسوداتها حوالي 100 قانون، وبكلمات أخرى يمكن القول بأن هناك 100 قانون سار في الولايات المتحدة حالياً لمصلحة إسرائيل!!استطاع بنيامين نتنياهو تجميع الأحزاب الدينية اليمينية الصغيرة ضمن تحالف الليكود، وبمجرد وصوله لسدة الحكم قام بعملية تطهير واسعة لعناصر اليسار الإسرائيلي ومناصري حزب العمل وداعمي النزعة الهستدروتية من الجيش وأجهزة الأمن وكافة مرافق الدولة في إسرائيل، كذلك من أجل توطيد وتعزيز عملية تعميق النسق القيمي لليهود الغربيين (وبالذات الأمريكيين) بحيث تحل محل القيم الثقافية اليهودية الأخرى، وذلك على النحو الذي يجعل من النسق القيمي ليهود إسرائيل صورة مستنسخة طبق الأصل عن يهود الولايات المتحدةالأمريكية. كذلك نسق بنيامين نتنياهو مع الإيباك عملية تعزيز قوى دعم الكونغرس لإسرائيل، وذلك وفقاً لمحورين: الأول يتمثل في ممارسة الضغوط على كل أعضاء الكونغرس عن طريق الترغيب (باستخدام المالي السياسي)، أو الترهيب (التهديد بالإسقاط في انتخابات الكونغرس القادمة أو الاتهام بمعاداة السامية، أو استخدام أسلوب التشهير الفضائحي على غرار قصة مونيكا لوينسكي مع الرئيس كلينتون).. أما المسار الثاني فقد تمثل في قيام الإيباك بتبني ودعم جيل جديد من الشخصيات الأمريكية الموالية لإسرائيل وإعدادها بشكل جيد ودعمها من أجل خوض المنافسة في الانتخابات الأمريكية التشريعية القادمة.. وذلك في كل الولايات الأمريكية وتبني بنيامين نتنياهو وجماعة الليكود عملية إعادة صياغة وتشكيل ملامح جديدة للحركة الصهيونية العالمية، وإعادة هيكلة العلاقة بين إسرائيل والحركة الصهيونية العالمية، بحيث تصبح إسرائيل مركز توجيه الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بدلاً عن الوضع الذي كان سائداً في الماضي وكانت فيه الحركة الصهيونية تقوم بدور الأب الراعي لدولة إسرائيل. بالنسبة للعلاقة مع الفلسطينيين، بدأت دولة إسرائيل باستخدام المعايير المزدوجة في التعامل مع السلطة الفلسطينية، بحيث تقوم بتحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن الأنشطة التي تقوم بها التنظيمات الأخرى غير الداخلة ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك على النحو الذي تستخدمه إسرائيل ذريعة من أجل التنصل والتملص من الاتفاقيات والضغط على السلطة الفلسطينية والفلسطينيين أكثر فأكثر.. حتى وصل الأمر إلى كارثة حصار رام الله، والتخلص من ياسر عرفات، واعتقال قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتسبب في إسقاط المنظمة في الانتخابات، ودعم صدور قانون الإرهاب الفلسطيني، وقطع المساعدات، والعمل من أجل إشعال حرب أهلية فلسطينية فلسطينية، وأخيراً تصفية المؤسسات السيادية للسلطة الفلسطينية.ثم أكملت إسرائيل ال (مشهد بالكامل) بأن تخلت تدريجياً عن مبدأ الأرض مقابل السلام، إلى مبدأ آخر، تمت الإشارة إليه بالتحديد في تقرير الدراسة، وهو: مبدأ السلام مقابل السلام. وهناك توصيف لهذا المبدأ في الدراسة يقول بأن سبيل إسرائيل للسلام يتمثل فقط في سعي إسرائيل لتطبيق مثلها وقيمها التي تحددها، وبكلمات أخرى تفسير ذلك هو أن تمارس إسرائيل كل ما تريد، وعلى الأطراف الأخرى أن تقبل ذلك بطاعة وسلام، وعندما تقتنع إسرائيل بأنهم يقبلون كل شيء بسلام، حينها فقط يمكن أن تعطيهم السلام.أشارت الدراسة إلى عملية تأمين الحدود الشمالية، ومن يقرأ النصوص جيداً يكتشف تماماً أن الحدود الشمالية ليست هي الحدود التي تفصل إسرائيل عن سوريا ولبنان، بل يقصد بها كامل المنطقة الإقليمية التي تمتد بشكل غير محدود بحيث كلما تمددت المصالح الحيوية الإسرائيلية كلما تمددت ال (حدود الشمالية).. ويمكن أن توصف هذه الحدود الشمالية على النحو الآتي:تم تمديد خط أنابيب نقل النفط (باكو تيليسي سيهان) وذلك لنقل النفط من منطقة بحر قزوين عبر جورجيا ثم عبر تركيا وحتى ميناء سيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط، والجدير بالملاحظة أن النفط تقوم بإنتاجه الشركات الأمريكية، وخط الأنابيب قامت بتمديده شركة بريتيش بتروليوم البريطانية، وتم لاحقاً توقيع اتفاقية يتم بموجبها تمديد خط أنابيب لنقل النفط من ميناء سيهان التركي تحت مياه البحر المتوسط وحتى ميناء عسقلان الإسرائيلي، بحيث يرتبط بخط أنابيب آخر يمتد من ميناء عسقلان هذا وحتى ميناء إيلات على البحر الأحمر. ومن المتوقع أن تعمل إسرائيل على تزويد لبنان والأردن من نفط هذا الخط بأسعار تفضيلية وذلك لترغيبها أكثر فأكثر من أجل ضمان اندماجها ضمن عجلة الاقتصاد الإسرائيلي، ثم العمل بعد ذلك على نقل النفط العراقي ضمن خط أنابيب يمتد عبر الأردن إلى إسرائيل، ومن ثم عندما تكتمل هذه العملية تكون إسرائيل قد أصبحت أكبر (كازية) للنفط في العالم، خاصة وأن شركات النفط العالمية العملاقة، الأمريكية والبريطانية سوف تشترط على أن تكون كل معاملاتها عبر إسرائيل، ومن ثم تتدفق تحويلات الأموال النفطية على البنوك الإسرائيلية، الأمر الذي يجعل من بورصة تل أبيب في المرتبة الثانية، بعد بورصة نيويورك في العالم.وفقاً لهذا المشروع، هناك محاولات لضم إسرائيل إلى اتفاقية أمنية عسكرية تضم أذربيجان، جورجيا، وتركيا، بحيث توقع إسرائيل اتفاقية شراكة مع هذا الحلف الأمني العسكري، الأمر الذي يؤدي حدوثه إلى إعطاء إسرائيل حق التدخل في كل المنطقة التي تمتد من الجليل، وحتى شواطىء بحر قزوين في آسيا الوسطى، بما في ذلك: إيران، والعراق، لبنان، تركيا، جورجيا، أذربيجان، وأرمينيا، وبكلمات أخرى، فإن وجود المصالح الحيوية لإسرائيل في كل هذه المنطقة، يجعلها تدخل حصراً ضمن نطاق (حدود إسرائيل الشمالية) الذي حددته دراسة المحافظين الجدد.. بدأ تطبيق مخطط تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل تدريجياً وفق المحطات الآتية:- مؤتمر المانحين في باريس: وكان مصيره للساسة اللبنانيين، بحيث تم وعدهم بواسطة الدول الكبرى بتقديم حوالي 8 مليار دولار، ثم اشترطوا عليهم إخراج القوات السورية، والضغط على الفلسطينيين، والعمل من أجل الدخول في سلام مع إسرائيل. وقد اختلف هؤلاء الساسة بحيث قدم رفيق الحريري استقالته على أمل العودة في الوقت المناسب ربما لحاجة في نفس يعقوب.- قام الموساد باغتيال الحريري واندلعت الفتنة.. وبمجرد حدوث المظاهرات المعادية لسوريا والفلسطينيين في بيروت، قامت إليانور دوبرياتسكي بإطلاق تسمية (ثورة الأرز Cedar Revolution) عليها، وبكلمات أخرى، إن تسمية ثورة الأرز ليست لبنانية المصدر، بل هي من إنتاج المحافظين الجدد، والذين كانوا متأهبين لحدوثها، بحيث اختاروا لها التسمية.- انكشف الأمن الاستراتيجي اللبناني.. بعد خروج القوات السورية، وعلى الرغم من فشل مخطط المحقق الدولي ديتليف ميليس، واصلت زعامات (ثورة الأرز) عملها، ولكنها فشلت في عملية نزع سلاح حزب الله. وأخيراً.. قررت إسرائيل إنجاز عملية القضاء على حزب الله بنفسها ولكنها منيت بهزيمة عسكرية وحسب، بل وانكسرت استراتيجية مبدأ الجنرال موشي ايعالون (رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق)، وأصبح على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يراجع عقيدته العسكرية والقتالية من جديد.وعلى الرغم من ذلك، فهناك إصرار من جانب صقور الإدارة الأمريكية والمحافظين الجدد بقيادة ديك تشيني وريتشارد بيرل المعروف بلقب أمير الظلام إضافة إلى متطرفي الليكود، بأن المخرج يتمثل في القيام بعملية عدوان جديد من أجل استكمال أهداف العدوان السابق ضد لبنان، بحيث ينجح المخطط الإسرائيلي الأمريكي الهادف إلى توسيع الحرب والسيطرة على شرق المتوسط، وضرب إيران. ومن أبرز النوايا الدالة على مؤشرات حدوث العدوان الجديد: احتفاظ إسرائيل بكل قواتها على طول خط الحدود مع لبنان، استمرار وصول التعزيزات الأمريكية، استمرار حملة الإيباك في أمريكا من أجل المزيد من دعم إسرائيل، تباطؤ الدول الغربية في عملية إرسال القوات لدعم قوة اليونيفيل، رفض ألمانيا المشاركة بقوات برية. وإذا أضفنا إلى ذلك إصدار وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس أوامر بإيقاف التحقيق حول أداء الجيش الإسرائيلي في لبنان، وإصرار إسرائيل على عملية استمرار الحصار البري، البحري والجوي ضد لبنان، فإن القراءة الدقيقة للموقف تقول بكل وضوح: إن إسرائيل تنوي القيام بعملية غزو جديدة ضد لبنان، وعلى خلفية عملية نشر 15 ألف جندي لبناني على طول الحدود السورية من الجانب اللبناني، يشير إلى ذلك تواطؤ أطراف في حكومة السنيورة التي يوجهها تحالف الحريري (الابن) جنبلاط (تيار المستقبل)، بحيث يتم قطع خطوط إمداد حزب الله، ومن ثم يكون المجال متاحاً لإسرائيل لكي تهاجم على محورين: الأول عن طريق نقل أعداد كبيرة من قوات الكوماندوس إلى سهل البقاع بحيث يسحب حزب الله جزء من قواته الموجودة في جنوب لبنان لمعالجة الموقف في البقاع، وبمجرد حدوث ذلك تقوم القوات الإسرائيلية بالتقدم إلى داخل الجنوب اللبناني مستفيدة من اختلال توازن القوى بحيث يواجه حزب الله حركة القوات الإسرائيلية من جانبين: الأول من سهل البقاع باتجاه الجنوب، والثاني من إسرائيل باتجاه الليطاني، ثم تأتي موجة الهجوم الإسرائيلي الثالثة عن طريق نقل القوات الإسرائيلية بحراً على طول شواطىء الجنوب اللبناني. قد يبدو هذا السيناريو مغرياً لأعضاء هيئة الأركان الإسرائيلية والمصابون بمرض بيليكوزيا ولع الحرب في البنتاغون، فعلى الرغم من ذلك، فحزب الله ليس صيداً سهلاً.. وإذا نجح في كسر هذا الهجوم.. تكون كل استراتيجية إسرائيلية أمريكية لبناء شرق أوسط جديد قد فشلت، وانهارت تماماًَ.