عندما تعرفت عليها كانت بطريق المصادفة أثناء مسابقة القلم الحر للإبداع العربي في نسخته الثانية – تقدمت كغيرها من مئات المشاركين وعندما قرأت حروفها وقفت أمامها كثيرا فهي تكتب بإحساس عالي الجودة ومتمكنة حرف وواعية بعقلية مستنيرة – وكنت وأنا أقرأ كان يجلس بجواري المستشار محمد الشرقاوي والأستاذ هشام حسنى وعندما لاحظوا أنني سرحت مع الحروف سألوني ما بك فقلت لهم هذه المتسابقة ستكون لها شأن أخر في عالم الإبداع لو واصلت على نفس هذا المنهج- وسلمت مشاركتها للجنة التحكيم وكما كنت متأكد بنظرتي أن هذه المتسابقة ستحصد مركز متقدم كما توقعت نفس الشئ لمبدعين مثلها – وعندما تحدثت معها شعرت أنني أمام مبدعة من الزمن الجميل في رقتها المتناهية واحترامها لنفسها لتجبر من حولها على احترامها – وعندما انتهت لجنة التحكيم من التصنيف كنت متوقع أن ألاقى أسمها من بين الأسماء المميزة التي دخلت في التصفيات النهائية – وحصلت ميمي قدري على المركز الأول باستحقاق مناصفة مع زملائها الحاصلين على المركز الأول – واتصلت بكل الذين حصدوا مراكز أولية لكي أؤكد عليهم الحضور بدون أن أعلن لهم اى شي يخص المراكز فهذا كان مبدأ إنه لن يعرف اى متسابق أسماء المراكز سوى بالمهرجان – وعند الاتصال بميمي قدري لكي تحضر قالت لي أن زوجها رافض حضورها لأي مكان وهذا حقه ولكن كان من حقي إنا أيضا أن أتكلم معه وقمت بالاتصال به وتعرفت عليه شخصية محترمة وقورة أبن بلد وطلبت منه حضور زوجته على أن يعتبرها أمانة عندي لكي لا يقلق فأقتنع الرجل وقمت بالتنسيق مع بعض الذين سيحضرون لكي تأتى هي معهم ولا تكون بمفردها – وصارت معرفة مع زوجها ومع أسرتها الكريمة وأولادها زهور الورد محمد ووفاء وكنا نتحدث كثيرا في ود وصفاء – وقبل المهرجان بيومين فوجئت بلجنة التحكيم يقولوا لي أنهم يريدون مناقشة ثلاثة أسماء بعيدا عن مراكزهم بالمسابقة لكي يتم استخراج أحدهم لنيل جائزة لجنة التحكيم الخاصة ودرع المهرجان للنسخة الثانية للمهرجان – وناقشت لجنة التحكيم الثلاثة التي وقع الاختيار عليهم وبعد ساعة ونص فوجئت بقرار لجنة التحكيم بحصول ميمي قدري على درع المهرجان وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وقال لي وقتها الأستاذ أكرم يوسف هذا شأنك فأنت كرئيس مهرجان ممكن تحجب الجائزة لو شعرت أنها لا تستحق كل هذه الجوائز فقلت له أعطيني قرار لجنة التحكيم عن الثلاثة وأعطيني أسماء المراكز الأولى في كل تخصص وعندما رأيت أسم ميمي قدري حاصل على مركز أول قلت لهم هذا حقها ولا غبار في ذلك وأنا توقعت لها ذلك لو تذكرتم انتم والمستشار الشرقاوي – وقبل المهرجان بيوم سألتني ميمي كغيرها من المتسابقين عن مركزها فقلت لها إن شاء الله خير لكي وللجميع وأقسمت أنه لن يعرف أحد مركزة ولم أقوم بختم الشهادات بشعار الجمهورية سوى عصر يوم المهرجان – وجاء يوم المهرجان ولأنها أمانة كنت أطمئن على ميمي ومن معها أثناء سفرهم حتى وصل الجميع بسلامة الله إلى الفيوم – وأتذكر أنني عندما كنت مع محافظ الفيوم المهندس أحمد على لكي يوقع على جميع شهادات التقدير بعد أن وقعت أنا وختمتها بختم المهرجان وأثناء توقيع المحافظ لكي تختم الشهادات بختم شعار الجمهورية سألني من تكون ميمي قدري ومن اى بلد فقلت له مصرية مية في المية من المنصورة فقال لي والله برا فوا عليها – وجاء موعد المهرجان ولم يكن اى مخلوق موجود بالقاعة يعرف من هم أصحاب المراكز والفائزين حتى تم الإعلان عنهم وتم وضع أسمائهم في لوحة الشرف ووقعت بتوقيعي وتوقيع محافظ الفيوم لكي نظهرها على العالم إثناء المهرجان الثالث والذي سيكون متواجد فيه وزراء عرب وسفراء وأمراء في الكلمة ومشهورين عالميا – وإثناء النداء على ميمي قدري لتستلم جائزتها كانت مفاجأة وفى نفس الوقت واثقة ولمحت في عيناها دمعة فرح وما أجمل النجاح – وأتصلت بزوجها وهنئته وطلبت منة أن يجعلها تحافظ على مستواها لأنها مولد مبدعة بحق كلمة إبداع – وانتهى المهرجان والحمد لله نجح نجاحا لم يتوقعه أحد وتحدثت عنة كل الصحف والفضائيات بلا استثناء عربيا وعالميا وطلب الكثيرون الحضور للمهرجان الثالث وطلبتني بعض القنوات الحضور للتسجيل والحديث عن المهرجان فقلت لهم أنا قلت ما عندي في الفضائية المصرية وفى نشرة الأخبار الرسمية ولا أحب التواجد التلفزيوني كثيرا والأفضل أن تختاروا للظهور المبدعين الذين فازوا أو الذين تم تكريمهم بالمهرجان فتم الطلب منى من كافة القنوات المحلية أن أختار لهم الأسماء فلم أميز أحد فكتبت لهم كافة الأسماء بأرقام هواتفهم وظهر كثيرون في معظم القنوات وكنت سعيدا عندما أراهم يتحدثون ويظهرون وعندما اتصلوا بميمي قدري جاء رفض زوجها السفر للقاهرة فكان عليَ التدخل فاتصلت به ليوافق فكان رأيه أن أكون معهم لكي يشعروا بالأمان وعندما اتصلت بمعد ومخرج البرنامج وقلت لهم أنني هكون معكم في حلقة ميمي قدري وفاطمة الزهراء بخيت ومحمد حسنى إبراهيم فسعدوا بقراري وتم اختيار ميمي للحلقة الأولى وكنت معهما وبدأت ميمي تظهر عربيا وعالميا كغيرها ممن شاركوا بالمهرجان وكنت سعيدا بنجاحهم كلهم دون استثناء – ولكن للنجاح مئارب أخرى فبدأ الحاقدون يشنون هجوما حادا على ميمي بطريقة عنيفة فهم لا يريدون لها أو لأي مبدع الظهور لأن قلوبهم مريضة تملأها الحقد والأنانية وعندما كلمتني عن الهجوم نصحتها لا تنشغل بأي شي سوى كتابتها ولكن ذاد الهجوم في الفترة الأخيرة وفوجئت بميمي تقول لي أنها أخذت قرار بالابتعاد لكي لا تهدم حياتها فقلت لها نحج الفاشلون وفشل الناجحون وهذا من حكايات الزمن المقلوب فلا تبتعدي وكوني قوية ولا تنشغلي بما يقال وسيقال لا تنظري خلفك ولا تهتمي بالحاقدين ولا تهربي وتبتعدي لأنكِ الآن لست ملكا لنفسك بل انتِ وقلمك ملكا لجمهورك - كتبت هذا المقال لكي أوجه رسالة لها ولكل الذين يحدث معهم مثل ما يحدث لها ورسالتي الأخيرة إلى كل الفاشلون الفاسدون ضعاف النفوس ابتعدوا عن ميمي قدري وابتعدوا عن الناجحين --------------------------------- القلم الحر رجب عبد العزيز