شهدت مدينة أسفي متأخره إنزال عسكري بشكل مفاجأ وأخدت تلك القوات من دور الشباب وبعض المؤسسات التعليمية بالمدينة مقرا لإقامتها .هذا وقد علمت "الجريدة" من مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته أن مسألة إختيار الأرض مازالت لم تحسم بعد وإن كان الإختيار لبناء قاعدة عسكرية وقع بعد دراسة للمنطقة على مساحة من الأراضي متاخمة لغابة سيدي مساهل على طريق ( أحد حرار) نظرا لسشاعتها من جهة وموقعها الإستراتيجي القريب من المدينة . ويرى المراقبون أن بناء أول قاعدة عسكرية دائمة بأسفي يأتي بعد عدة أحداث التي عرفتها المدينة خلال الأشهر الأخيرة والتي تصدرت عناوين وسائل الإعلام المغربية ، بدء من قضية إتهام عادل العثماني بتفجير مقهى أركانة بساحة جامع الفنا بمراكش في 28 أبريل الماض و.الذي أسفر عن مقتل 17 شخصا وجرح 21 آخرين . إلى قضية إتهام الجهاز الأمني بأسفي بقتل كمال عماري عضو 20 فبراير بعد أن تعرض لضرب من طرف مجموعة من رجال الأمن يوم الأحد 29 ماي 2011 متأثرا بإصابة بليغة جدا على مستوى الرأس والصدر ، إلى قضية فاتح غشت 2011 المتمثل في إحراق مؤسسات عمومية ، المقاطعة العاشرة بحي القليعة والدائرة الأمنية الخامسة بحي كاوكي و أتهم فيها محتجون عاطلون كانو يعتصمون فوق سكة الحديد الرابطة بين المعامل الكيماوية وميناء أسفي وقد أسفرت المواجهات بين القوات العمومية والمعطلين إلى إصابة مايزيد عن 30عنصرا من القوات الأمن نقلوا على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بلتلقى العلاج الضروري. إلى قضية محاكمة المتهميين في إعتداء على دورية الدرك بست جزولة وتحرير مبحوث عنه تحت السلاح الأبيض وقد قضت المحكمة الإبتدائية بأسفي يوم الخميس 11 غشت الماضي حكما بالسجن ستة أشهر حبسا نافدة وبغرامة مالية قدرها 500درهما ، بكل من هشام بنعليوة وعبد القادر الغازي وعبد الرحيم بوعبيدي في حين حكمت بالبراءة على عبد الهادي اسكية . إلى قضية سقوط الأرجوحة الكهربائية( ناعورة ) بالسيرك العبدي في ثالث أيام العيد الفطر والتي خلفت مايزيد عن 56 مصابا كما سجلت وفاة إيمان جابر 23سنة بمستشفى المدينة مثأترة بجروحها البليغة على مستوى الرأس. إلى قضية ثلوت الهواء الخميس 08 شتنبر 2011 عن طريق تسرب غاز "اوكسيد الكبيرت co2 من مدخنات معامل مغرب فوسفور بأسفي والذي أدى إلى إختناق و سقوط المآت من المصابين بسبب وصعوبة في التنفس . مرورا كذلك بالإعتقالات والمحاكمات التي تشهدها محاكم مدينة أسفي و الخاصة بالمعطلين وأعضاء الجمعية المغربية لحقوق الانسان وناشطين في حركة 20فبراير ، كما عرفت مدينة أسفي في الآونة الأخيرة إتساع قاعدة إحتجاجات والوقفات والمسيرات للتعبير عن غضبها لتردي الأوضاع الإجتماعية والظروف الإقتصادية المتدهورة. وقد عبر عن ذلك المواطن أحمد ملتقي 37سنة مجاز في الادب لسنة 1994 وحاصل على ديبلوم في الاعلاميات متزوج وعاطل عن العمل عندما أقدم على إضرام النار على جسده أمام ولاية جهة دكالة عبدة إحتجاجا على منعه من قبل عناصر القوات المساعدة من الولوج لمقابلة عامل الإقليم . ونظرا لكون هذه الأحداث جعلت من مدينة أسفي بؤة متوثرة وساخنة وتحسبا لأي طارئ في المستقبل وخصوصا أن الكتابات الحاطئية التي ظهرت مؤخرا تنادي بمقاطعة الإنتخابات البرلمانية المقبلة والشعارات الإستفزازية التي رفعتها حركة 20فبراير بأسفي منها ( حتشعل حتشعل خدوا البوليس أو جيببو العسكر) حعلت القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية تعتزم بناء أول قاعدة عسكرية بمدينة أسفي ، علما أن أقرب قاعدة عسكرية لمدينة أسفي هي قاعدة بنكرير . يشار أن الضابط الطاهر اوعسو هو أول حاكم عسكري عين عاملا على مدينة أسفي غداة نيل الإستقلال المغرب في مارس 1956 و الذي تخرج من الاكاديمية العسكرية بمكناس في بداية الأربعينيات من القرن 20.