ليلة بيضاء عاشتها سلطات جزيرة مايوركا التابعة أرخبيل البليار الإسباني، وذلك بعد تنفيذ إحدى أغرب خطط الهجرة غير النظامية التي كان وراءها مواطنون مغاربة، حين اضطرت طائرة كانت متجهة من الدارالبيضاء إلى إسطنبول التركية للتوقف اضطراريا في المطار الإسباني بعد شعور شخص بوعكة صحية قال إن سببها هو عدم تناوله لدواء السكري، ليستغل 20 راكبا هذه الفرصة ويفروا داخل الجزيرة. وتدريجيا، أصبحت تتضح خيوط هذه العملية التي اعتقدت السلطات الإسبانية في البداية أنها عفوية، قبل أن يتضح أن الأمر مُخطط له بعناية، ففي الساعة السابعة من مساء أمس الجمعة حطت الطائرة التابعة لشركة "العربية للطيران – المغرب" بمطار "سون سانت جوان" في مايوركا اضطراريا بعد أن ادعى شخص أن صديقه البالغ من العمر 32 سنة والمصاب بداء السكري يعاني من مشاكل صحية ويحتاج لتدخل طبي عاجل. وحسب مصادر محلية، فقد انتقلت مجموعة من عناصر فريق الطوارئ إلى الطائرة ليدخلها اثنان من الطاقم الطبي لفحص المريض، ورغم قوله بأنه تعرض فقط لدوار وأنه أصبح يشعر بتحسن، عمل المسعفون على نقله إلى المستشفى، وأثناء ذلك استغل 20 راكبا الفرصة وفروا من الطائرة إلى المدرج متسببين في فوضى كبيرة واستطاعوا تجاوز جميع الحواجز للخروج من المطار، الأمر الذي دفع سلطاته إلى استدعاء الشرطة الوطنية. وجرى نقل الشخص الذي ادعى أنه مريض رفقة مرافقه إلى المستشفى، وعند فحصه تبين أنه لم يكن مصابا بأي أعراض خطيرة ، حيث قرر الأطباء السماح له بالخروج فورا، لكن الشرطة اعتقلته، أما رفيقه الذي كان بصحبته عند نقله فقد فر قبل ذلك، وبالتزامن مع هذا كان الأمن يطارد المسافرين الفارين، حيث قالت صحيفة "دياريو دي مايوركا" إنه جرى اعتقال 5 منهم في بلدة "ماراتشي" وسادس في إحدى شوارع "بالما"، ليرتفع عدد الموقوفين إلى سبعة. ووفق الصحيفة نفسها، فإن هذه الواقعة تسببت في فوضى عارمة داخل المطار، حيث لجأت الشرطة إلى تمديد السياج بشكل آني حوله، كما اضطرت سلطاته إلى إعلان إغلاقه تماما ما بين السابعة والنصف مساء إلى منتصف الليل تقريبا، بالإضافة إلى إلغاء 47 رحلة جوية منها 27 رحلة وصول و20 رحلة مغادرة، وتحويل 13 رحلة أخرى إلى مطارات إسبانية أخرى، كما أن المئات من الركاب ظلوا محتجزين بشكل اضطراري داخل المطار دون أن يعلموا بحقيقة ما جرى.