عاد موضوع التجسس المفترض على هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بواسطة برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، والذي اتُّهمت أجهزة المخابرات المغربية بالوقوف خلفه، إلى الواجهة بقوة بعد أن طُرح على طاولة النقاش يوم أمس الاثنين، بين ماكرون ورئيس وزراء الدولة العبرية نفتالي بينيت، وذلك خلال لقائهما على هامش قمة المناخ "كوب 26" بمدينة غلاسكو في اسكتلاندا. وذكرت تقارير إسرائيلية أن ماكرون وبينيت اجتمعا لمناقشة "التحديات الدولية والإقليمية التي تواجه إسرائيل وفرنسا"، وتحديدا للتطرق إلى موضوع تقدم إيران السريع في تخصيب اليورانيوم وقضية التجسس عبر برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية، وذلك على خلفية ما جاء في مواد العديد من المؤسسات الإعلامية الدولية حول استخدامه في استهداف هواتف صحافيين ونشطاء حقوقيين ومسؤولين حكوميين في عدة دول. ولم يتبين بالتفصيل ما دار بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي حول هذا الموضوع، لكن مصادر إسرائيلية نقلت عن مسؤول حكومي قوله إن الاثنين "اتفقا على الاستمرار في معالجة الموضوع وسط جو من التكتم والمهنية والشفافية"، مذكرة بأن ماكرون كان قد أمر بإجراء تحقيقات في هذا الموضوع بعد ورود اسمه في قائمة المستهدفين من طرف المغرب التي نشرتها صحيفة "لوموند"، الأمر الذي نفته الرباط رسميا قبل أن تتابع الصحيفة قضائيا أمام المحاكم الفرنسية. وكان تلك التقارير قد تحدثت عن استهداف هاتف الملك محمد السادس نفسه ورئيس الوزراء البلجيكي السابق شارل ميشيل ومحيط الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وكلها اختراقات نسبتها للمغرب لكن دون تحديد الجهة الأمنية التي قامت بها، الأمر الذي دفع الحكومة المغربية إلى إصدار رد رسمي يصف ما نُشر بأنه "مواد إخبارية زائفة التي لا دليل عليها"، ويشدد على أن المغرب لم يقتن أصلا برنامج التجسس. وكانت شركة NSO الإسرائيلية بدورها قد نفت، عبر رئيسها التنفيذي شاليف هوليو، أن يكون العاهل المغربي أو الرئيس الفرنسي أو رئيس الوزراء البلجيكي ضمن قائمة المستهدفين ببرنامج اختراق الهواتف "بيغاسوس"، معتبرة أن ما جاء في التحقيق الاستقصائي الذي أشرفت عليه منظمتا "أمنيستي إنترناشيونال" و"فوربيدن ستوريز"، قائم على "الافتراضات الخاطئة والنظريات غير المؤكدة".