فجر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نقاشا يمكن أن يؤدي إلى أزمة جديدة مع الجزائر، عندما استضاف 18 شابا من أحفاد المقاتلين الجزائريين الذين حملوا السلاح على الطرفين خلال ثورة التحرير، عندما انتقد تركيز السلطات الجزائرية على فترة الاستعمار الفرنسي و"تجاهلها" للمرحلة العثمانية، مبرزا أيضا أنه "لم يكن هناك وجود لأمة جزائرية قبل دخول فرنسا إلى الجزائر". وكشفت جريدة "لوموند" اليوم السبت تفاصيل نقاش جرى بين ماكرون وأحفاد الجزائريين الموجودين في فرنسا، سواء منهم من كان أجدادهم قد حاربوا من أجل الاستقلال ودعموا البقاء الفرنسي في الجزائر، حيث خاطبهم بصيغة استنكارية "هل وُجدت أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟"، مضيفا "كان هناك استعمار آخر، وأنا مندهش بقدرة تركيا على جعل الناس ينسون ماضيها الاستعماري على أراضيهم، في حين يركزون على فرنسا وكأنها كانت المستعمر الوحيد". ووجه ماكرون سهام النقد للنظام الجزائري، الذي قال عنه إنه يرسخ فكرة في ذاكرة الأمة أن سبب كل مشاكلها هي فرنسا منذ 1962، موردا أن هذا النظام أصبح اليوم "متعبا" كما أن الحراك الذي شهدتها البلاد منذ سنة 2019 أدى إلى إضعافه، وتابع الرئيس الفرنسي متحدثا عن نظيره الجزائري عبد المجيد تبون "أتحاور معه بشكل جيد، لكني أرى أنه عالق داخل نظام شديد القسوة"، ليخلص إلى أن العداء الشعبي لفرنسا ليس سببه الجزائريون وإنما السلطة. وتأتي هذه التصريحات بعد أيام فقط على تقديم ماكرون "اعتذارا" باسم الجمهورية الفرنسية ل"الحركيين"، وهم الجزائريون الذي قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال الثورة، حيث طلب منهم الصفح على سنوات التهميش التي عاشوها، وقدم لهم الأوسمة كما تعهد بتخصيص تعويضات لهم.