إلى اللحظة الأخيرة التي سبقت إعلان اسمه رئيسا للمجلس الجماعي لمدينة أكادير، كان الكثيرون يتوقعون أن ينسحب عزيز أخنوش من سباق الرئاسة كي يتفرغ إلى مهامه رئيسا جديدا لحكومة لم تر النور بعد رغم الكشف عن هوية مكوناتها، إلا أن ابن تافراوت أصبح بالفعل عمدة لعاصمة جهة سوس ماسة دون منافسة، اليوم الجمعة، ليتأكد أن المدينة أُريد لها بالفعل أن تسير باتجاه آخر يقتضي جمع السلطة التنفيذية المركزية وصلاحيات رئيس المجلس المنتخب في يدي شخص واحد. ولمعرفة السر في إصرار أخنوش على الرشح وكيلا للائحة حزبه في أكادير دون الترشح للاستحقاقات التشريعية، ثم في تقدمه لعمودية المدينة، لا بد من العودة حوالي سنتي إلى الوراء، وتحديدا في 6 نونبر 2019، حين تحدث الملك محمد السادس عن جهة سوس ماسة في خطاب الذكرى الرابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، موردا أنه "من غير المعقول أن تكون هذه الجهة في وسط المغرب وتظل مفتقرة للعديد من البنى التحتية"، مبرزا أن "أكادير هي المدينة التي تقع في وسط المملكة لا العاصمة الرباط". وأطلق هذا الخطاب صفحة جديدة في تاريخ مدينة "الانبعاث" حيث أعلن العاهل المغربي ربطها بشبكة السكك الحديدية لأول مرة عبر خط يصل بينها وبين مدينة مراكش، والذي ينتظر أن يكون ثالث خط للقطار فائق السرعة بعد طنجةالدارالبيضاء الذي دخل نطاق الخدمة سنة 2018 ثم الدارالبيضاءمراكش المتوقع إنجازه خلال السنوات القليلة المقبلة، بالإضافة إلى ربط المدينة بالطريق السيار الذي سيصل إلى مدينة الداخلة، وإنشاء مركز اقتصادي كبير بها. وبعد أشهر من هذا الخطاب، وتحديدا في 4 فبراير 2020، ترأس الملك محمد السادس فعاليات إطلاق برنامج التنمية الحضرية لأكادير الذي سيمتد إلى غاية 2024 مُكلفا استثمارات إجمالية بقيمة 6 ملايير درهم، والذي قدم عرضه أمام العاهل المغربي وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت ووالي جهة سوس ماسة أحمد حجي، والذي تحدث عن إنجاز العديد من البرامج المهيكلة تهم البنى التحتية وتطوير المجال السياحي والصناعي وإحداث العديد من الفضاءات الاجتماعية. ووفق العرض الخاص بالبرنامج فإن الهدف هو "الارتقاء بالمدينة كقطب اقتصادي متكامل وقاطرة للجهة وتكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية، والرفع من مؤشرات التنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش الساكنة، لاسيما الأحياء ناقصة التجهيز، وكذا تقوية البنيات التحتية الأساسية، وتعزيز الشبكة الطرقية لمدينة أكادير لتحسين ظروف التنقل بها".