أنهى الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مرحلة ترؤس جنرال أركان الحرب، عبد الفتاح الوراق، للجيش المغربي، بتعيين جنرال آخر بالرتبة نفسها، هو بلخير الفاروق، مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية، واضعا نقطة النهاية لمرحلة اتسمت بأحداث مثيرة أعادت الجيش إلى الواجهة. ولم يوضح بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أسباب تغيير المفتش العام للجيش، في الوقت الذي تشير فيه بعض التكهنات إلى احتمال تعيين الوراق وزيرا منتدبا مكلفا بإدارة الدفاع الوطني في الحكومة الجديدة التي يعمل على تشكيلها عزيز أخنوش، غير أن المؤكد هو أن هذه الخطوة تأتي في سياق حساس متسم بدخول المنظومة العسكرية المغربية في مسلسل تحديث بالإضافة إلى تصدي الجيش لعدة تهديدات، وفي مقدمتها تلك الصادرة عن جبهة "البوليساريو" الانفصالية. وخلال فترة الوراق كانت المملكة على موعد مع عدة محطات فرض فيها الجيش المغربي "هيبته"، أبرزها التدخل الميداني في منطقة الكركارات بتاريخ 13 نونبر 2020، والتي أنهت احتلال عناصر جبهة "البوليساريو" للمنطقة العازلة على الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا، مانعة حركة التنقل المدنية والتجارية طيلة 6 أسابيع، وخلالها أنهت القوات المغربية عمليتها في بضع ساعات دون إراقة أي دماء. وكان على الجيش المغربي بعدها العمل على واجهتين، الأولى هي مد الجدار الأمني شرقا باتجاه الحدود الجزائرية ثم جنوبا عن طريق ضم الكويرة، بما يمنع مسلحي "البوليساريو" من الوصول إلى المحيط الأطلسي، والثانية هي التصدي لمحاولات عناصر الجبهة الانفصالية الوصول إلى هذا الجدار، الأمر الذي دفع القوات المسلحة لاستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة لأول مرة والتي حققت النجاح المطلوب، ودفعت قادة الجبهة للاعتراف بتصفية الداه البندير، أحد أبرز قادتها الأمنيين. وبرز اسم الوراق أيضا في مناورات الأسد الإفريقي 2021، وهي أكبر مناورات تجريها القوات الأمريكية في القارة الإفريقية، وبالإضافة إلى كونها عرفت مشاركة أكثر من 7000 جندي من 9 دول إلى جانب حلف شمال الأطلسي، فقد اتسمت بإجرائها لأول مرة بالصحراء المغربية، وتحديدا في منطقة المحبس القريبة من مخيمات "البوليساريو" في تندوف. وخلال فترته على رأس الجيش، التي امتدت لحوالي 4 سنوات، ما بين يناير 2017 وشتنبر 2021، كان الوراق من بين المشرفين على ورش تطوير القدرات الدفاعية للمغرب، من خلال منظومة أسلحة حديثة شملت القوات البرية والجوية والبحرية، إذ في عهده أبرمت صفقات شراء سرب من طائرات "إف 16" ومروحيات "أباتشي" ودبابات "أبرامز" ومنظومة الصواريخ "باتريوت"، بالإضافة إلى العشرات من طائرات "الدرونز" القتالية والاستطلاعية.