على الرغم من أن المغرب استطاع تجاوز التعثر الحاصل في الحملة الوطنية للتلقيح نتيجة وقف الواردات الهندية الخاصة بتطعيمات "أسترازينيكا"، عبر الحصول على ملايين الجرعات الإضافية من لقاح "سينوفارم"، إلا أن تبعات انحصار إمدادات اللقاح البريطاني – السويدي لا تزال ترخي بظلالها على العملية، حيث تأكدت "الصحيفة" من أن العديد من المواطنين الذين أخذوا جرعتهم الأولى من هذا التلقيح سيضطرون إلى الانتظار لمدة أطول بسبب قلة المخزون. ووفق حالات وقفت عليها "الصحيفة"، فإن العديد من المواطنين تلقوا اتصالات من مراكز التلقيح التي حصلوا فيها على جرعتهم الأولى تخبرهم بتأجيل حصولهم على الجرعة الثانية التي كان من المقررة أن يُحقنوا بها خلال هذا الأسبوع، ووفق التوضيحات التي أعطيت لهم فإن مخزون التطعيمات الخاصة بهم "نفد"، وستتم دعوتهم لتلقي الجرعة الأخيرة فور التوصل بكميات جديدة، وعلم الموقع أن العامل المشترك بين كل هؤلاء المواطنين هو كونهم حصلوا على لقاح "أسترازينيكا". ويجري إخبار المواطنين المعنيين بهذا التأجير بشكل شخصي عن طريق اتصال هاتفي، إذ لم يصدر عن وزارة الصحة أو عن المديريات الجهوية التابعة لها أي بلاغ حول ذلك، وهو الأمر الذي حاولت "الصحيفة" الوقوف على تفاصيله من خلال التواصل مع وزير الصحة، خالد آيت الطالب، غير أنه لم يكن يجيب على الاتصالات المتكررة لصحافيي الموقع، كما لم يرُد على رسالة نصية تستفسره عن مسببات هذا الوضع. وتوقفت وزارة الصحة عن تحديث تعداد كميات الجرعات المتوصَّل بها بشكل رسمي بشكل رسمي، غير أن المؤكد هو وصول عدة ملايين من لقاحات "سينوفارم" الصينية إلى المملكة على فترات، الأمر الذي جعل هذه التطعيمات هي العمود الفقري للحملة الوطنية للتلقيح وساهم في خفض سن المستفيدين إلى 45 عاما، في حين تصل مئات الآلاف من جرعات "أسترازينيكا" فقط للمغرب عن طريق آلية "كوفاكس" التضامنية التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية، لكنها ليست مُصنعة عبر خط الإنتاج الهندي. ووفق النشرة اليومية لوزارة الصحة، فقط لقَّح المغرب إلى حدود الرابعة من بعد زوال اليوم السبت أكثر من 8 ملايين و521 ألف شخص، من بينهم أزيد من 5 ملايين و242 ألف شخص تلقوا الجرعة الثانية. ومبدئيا تفصل بين الجرعة الأولى والثانية من لقاح "أسترازينيكا" مدة 28 يوما، ولا يؤثر التأخر الطفيف في موعد الجرعة الثانية على فاعلية التطعيم، ففي دراسة سريرية لجامعة "أوكسفورد" أجريت على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و55 سنة، نُشرت في فبراير الماضي اتضح أن الجرعة الأولى من التطعيم تعطي درجة عالية من الحماية تصل إلى 76 في المائة لمدة 3 أشهر.