استيقظت سبتةالمحتلة صباح اليوم الإثنين، على وقع تدفق أكثر من 140 شخصا، جميعهم مواطنون مغاربة أبحروا من السواحل المجاورة للمدينة، من جهتي بليونش والفنيدق، في أكبر تدفق للمهاجرين دفعة واحدى تشهده المدينة على مدى سنوات. وذكرت مصادر إعلامية محلية، أن 70 شخصا من النساء والرجال والقاصرين، تمكنوا من الدخول إلى سبتة سباحة عبر منفذ بنزو المجاور لمنطقة بليونش، ابتداء من الساعات الأخيرة ليوم أمس الأحد، وتواصلت التدفقات عبر منفذ تراخال في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين. ونقلا عن ذات المصادر، فإن 145 شخصا، بينهم نساء وأطفال، بعضهم عائلات كاملة، كلهم من جنسية مغربية، نجحوا في الوصول إلى سواحل سبتة، عبر ساعات متفرقة إلى غاية صباح اليوم الإثنين، وقد جرى نقلهم إلى مراكز الإيواء المؤقتة قبل اتخاذ الإجراءات الأمنية المعمول بها في مثل هذه الحالات. وقالت صحيفة "إلبويبلو دي سوتا" المحلية، نقلا عن مصادر أمنية، أن تدفقات المهاجرين المغاربة على سبتة، لم تُقابل بأي تدخل من طرف السلطات الأمنية المغربية المرابطة على الحدود، الشيء الذي يطرح علامات الاستفهام حول هذا الأمر. وربطت ذات الصحيفة، ما حدث بالتوتر الحاصل بين المغرب وإسبانيا حول قضية زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، مرجحة أن يكون المغرب قد سمح بتدفق هؤلاء المهاجرين على سبتة من أجل الضغط على إسبانيا بقضية الهجرة السرية، ودفع إسبانيا للتفاوض واتخاذ موقف صريح بشأن زعيم البوليساريو. وكانت وزارة الخارجية المغربية، قد طلبت من إسبانيا بتقديم توضيحات مقنعة بشأن قبولها استقبال زعيم البوليساريو على ترابها من أجل العلاج، ورفضت التبريرات التي قدمتها الخارجية الإسبانية التي قالت بأن استقبال غالي هو لدواع إنسانية، بسبب مرضه. ووفق معطيات كانت قد حصل عليها موقع "الصحيفة الإنجليزية"، أن المخاربرات المغربية هي التي كشفت إدخال زعيم البوليساريو بطريقة سرية إلى إسبانيا بتنسيق مع الجزائر، وسرب المعلومات إلى مجلة "جون أفريك" الفرنسية التي نشرت الخبر ليُفتضح الأمر على المستوى الدولي. وتسبب استقبال إسبانيا لزعيم حركة إنفصالية تنازع المغرب على صحرائه، توترا كبيرا في العلاقات مع المغرب، واعتبر المغرب أن ما قامت به إسبانيا، يتعارض مع حسن الجوار بين البلدين، خاصة أن المغرب لطالما دعم إسبانيا في قضية انفصال كطالونيا. وهدد المغرب بقطع علاقات التعاون مع إسبانيا على أكثر من مستوى، خاصة في المجال الأمني ومجال الهجرة، وهو ما يدفع الكثر من المتتبعين للاعتقاد أن تسلل هذا العدد الكبير من المهاجرين إلى سبتة دون اعتراض من المصالح الأمنية المغربية، هو بداية "عقاب الهجرة" المغربي لإسبانيا للضغط عليها لاتخاذ موقف واضح بشأن تواجد زعيم البوليساريو على ترابها.