قبل ساعات من أداء جو بايدن اليمين الدستورية ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية، كان أنتوني بلينكن، المرشح لمنصب وزير الخارجية في الإدارة الجديدة يرسم أمام الكونغرس أبرز معالم السياسة الخارجية لواشنطن خلال السنوات الأربع القادمة، والتي شملت العلاقات مع إسرائيل مبرزا أن ساكن البيت الأبيض الجديد سينطلق من الاتفاقيات التي جمعتها بمجموعة من الدول العربية، من بينها المغرب. ولم يتحدث وزير الخارجية الأمريكي المقبل عن أي احتمال للتراجع عن التزامات الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه بعض الدول العربية ضمن مسلسل بناء علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وهو ما يشمل الإعلان الرئاسي الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب والذي يعترف بموجبه بالسيادة المغربية على الصحراء، وكذا التعهد بشطب السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، الالتزامان اللذان فسحا المجال لتل أبيب لتطبيع علاقاتها مع الرباط والخرطوم. وقال بلينكن إن فريق بايدن "ستدرس بعض الالتزامات التي تعهد بها الرئيس السابق لتحفيز الدول على التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل"، دون أن يوضح طبيعة "التحفيزات" التي يعنيها، لكنه في المقابل أكد أن الإدارة المقبلة ستسعى "للبناء" على الاتفاقيات التي تمت بين إسرائيل من جهة وبين الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب من جهة أخرى. وفي 23 نونبر 2020 كشف الرئيس الأمريكي المنتخب آنذاك عن قائمة بأبرز أعضاء إدارته المقبل، حيث اختار مستشاره أنتوني بلينكن في منصب وزير الخارجية ليخلف مايك بومبيو الذي كان أحد محركات الاتفاقات الدبلوماسية بين الدول العربية وإسرائيل، ومنذ ذلك التاريخ لم يبد بايدن ولا بلينكن أي اعتراض على ما تقوم به إدارة ترامب بخصوص "اتفاقيات السلام"، بما في ذلك الإعلان عن عودة العلاقات مع تل أبيب والرباط تزامنا مع الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء المعلن عنهما بتاريخ 10 دجنبر 2020. ويبدي فريق بايدن "مرونة" في التعامل مع قرارات سلفه بخصوص الدولة العبرية، فبلينكن تحدث يوم أمس أمام الكونغرس عن أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر أن أمن إسرائيل مقدس"، ونفى نية الرئيس المقبل إلغاء قرار سلفه بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، غير أنه أكد العودة إلى حل الدولتين الذي قال عنه إنه "يواجه تحديات كبيرة في هذه المرحلة".