افتتحت، مساء الثلاثاء بمسرح محمد السادس بوجدة، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان المغاربي للفيلم، بحضور فنانين وشخصيات من عالم الثقافة والإعلام. وجرى خلال افتتاح هذه التظاهرة السينمائية، التي تنظم إلى غاية 15 يونيو الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تكريم المخرجين المغربيين كمال كمال وسعد الشرايبي والمخرج الجزائري رشيد بوشارب والممثل المصري شريف منير، وذلك اعترافا بإسهامهم اللافت في النهوض بالسينما العربية والمغاربية. وخلال هذا الموعد الفني، الذي ينظم تحت شعار "المغرب الكبير موحد بسينماه"، يلتئم بوجدة فنانون مغاربة وأجانب بما يجعل هذه المدينة العريقة عاصمة للسينما المغاربية وفضاء للحوار والتبادل الثقافي. وأكد والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي، في كلمة بالمناسبة، أن هذا الحدث السينمائي يتوخى أن يشكل مناسبة لالتئام الفنانين المغاربيين في أجواء ثقافية وفنية بامتياز، ويعد مكسبا للوجديين ينبغي المحافظة عليه. وأضاف أن السينما المغاربية، التي نمت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، تسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي والتعريف بالبلدان المغاربية، لافتا إلى أن من شأن المهرجان المغاربي للفيلم أن يمنح لمدينة وجدة صبغة وهوية سينمائية تمكنها من أن تكون على الدوام في خدمة الفن والوحدة المغاربية. واعتبر السيد الجامعي أن الفائز الأكبر في المسابقة الرسمية للمهرجان "هي السينما المغاربية" بصرف النظر عن الفيلم المتوج بالجائزة الكبرى، مشيرا إلى أن اللقاءات والندوات التي تنعقد على هامش هذه الدورة ستغني المشهد السينمائي المغاربي والعربي. من جانبه، أبرز مدير المهرجان خالد سلي أن هذا الحدث الفني لا ينفك يتطور مع توالي الدورات، بما يجعل من مدينة الألفية وجهة سينمائية حقيقية، عربية ومغاربية. وأوضح السيد سلي، الذي يعد رئيسا لجمعية "سيني مغرب" منظمة المهرجان، أن المهرجان حقق كل ذلك بمزيد من الاجتهاد والمثابرة وبالعمل الذي يقوم به مختلف الشركاء، وكذلك بفضل شغف الوجديين بالفن السابع. وأشار المتحدث، الذي ذكر بالدور اللافت الذي تقوم به السينما في مد الجسور بين الشعوب، إلى أن جمعية "سيني مغرب" تبرم اتفاقيات شراكة مع هيئات وطنية ودولية من أجل الإسهام في النهوض بالنشاط السينمائي وتعزيز الروابط بين الشعوب. وخلال هذه الفعاليات، تم تقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان المغاربي الثامن للفيلم. وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة من الناقد والجامعي الجزائري أحمد البجاوي، رئيسا، إلى جانب عضوية كل من المخرج المغربي حسن بنجلون والمخرجة التونسية سلمى بكار والباحثة المغربية عائشة بلعربي والمخرج الموريتاني عبد الرحمان لاهي. وتتنافس 6 أفلام طويلة و12 فيلما قصيرا على الظفر بجوائز هذه المسابقة الرسمية. ويتعلق الأمر بالأفلام الطويلة "عرفان" للمخرج الجزائري سليم حمدي و"ولولة الروح" للمخرج المغربي عبد الإله الجوهري و"فتوى" للمخرج التونسي محمود بن محمود و"صوت الملائكة" للمخرج الجزائري كمال يعيش و"بورتو فرينا" للمخرج التونسي إبراهيم اللطيف و"طفح الكيل" للمخرج المغربي محسن بصري. وفي صنف الأفلام القصيرة، تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام "برادرهود" لمريم جبور و"أغنية البجعة" ليزيد القادري و"حورية" لأسامة عزي و"أنغواس" لعلي بنجلون و"يسار – يمين" لمطيع الدريدي و"سينابس" لنور الدين زروقي و"سودة" لآمال سعد بوح و"نقطة صفر" لنسيم بومايزة و"هذي هي" ليوسف محساس و"مرشحون للانتحار" لحمزة عاطفي و"فيلسوف" لعبد اللطيف فضيل و"غوست ريفري" لصفاء غالي. ويقترح المهرجان عددا من الندوات التي تقارب قضايا متصلة، على الخصوص، بحضور المرأة في السينما المغاربية والعلاقة بين السياحة والثقافة، فضلا عن ورشات حول كتابة السيناريو والإخراج وإدارة الممثل والمبادئ الأولية للفيديو والتحليل الفيلمي.