أدت الأشغال التي تنفذها الحكومة الإسبانية على طول الجدار الحدودي الفاصل بين مدينة سبتةالمحتلة وإقليم المضيقالفنيدق، إلى انهيار جزئي في السياج الموجود على الجانب المغربي أمس الخميس، الأمر الذي أدى إلى استنفار في صفوف عناصر الشرطة والحرس المدني الذين سارعوا إلى تأمين المنطقة مخافة تسلل مهاجرين سريين تزامنا مع عودة الإصابات بفيروس كورونا بالمنطقتين. وتسببت أشغال الحفر التي تقوم بها شركة "طراغسا" التي كلفتها الحكومة الإسبانية بتجديد السياج الحدودي ليصبح أكثر مناعة و"إنسانية"، إلى انهيار جزء من السياج يوجد على حافة منحدر خاضع للسيادة المغربية، ما أدى إلى إحداث فتحة بالمكان تسمح بالوصول إلى الجانب الإسباني من الحدود، والتي لا تزال على شكلها القديم كون أن الشركة لم توصل بعد أجزاء السياج البديل إلى تلك المنطقة، الشيء الذي تسبب في إرباك السلطات على الجهتين. واضطرت السلطات الإسبانية إلى استدعاء وحدات المخابرات العامة التابعة لجهاز الحرس المدني للمساعدة في تأمين المكان، فيما عززت السلطات المغربية من جانبها نشر عناصرها الأمنية على طول الجدار مخافة استغلال المهاجرين غير النظاميين لهذا الوضع للتسلل إلى الجهة الأخرى، وهو الأمر الذي يرتبط أيضا بالاحتياطات التي يتخذها المغرب وإسبانيا لمنع انتقال مصابين بكورونا بين الجانبين، في ظل تسجيل المدينةالمحتلة ومدن شمال المغرب عودة كبيرة للجائحة. وبناء على مشروع تقدم به وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، كلفت الحكومة الإسبانية شركة أشغال بإنجاز مشروع تغيير السياج الحدودي لمدينة سبتة بالكامل حيث يجري الاستغناء على السياج السابق الذي كان ينتهي بأسلاك شائكة واستبداله بآخر أكثر سُمكا ومتانة يبلغ طوله 10 أمتار وينتهي بأسطوانات فولاذية ضخمة، وهو ما يجعل تسلل المهاجرين غير النظاميين عبر تسلق الجدار أمرا شبه مستحيل دون أن يتسبب لهم ذلك في أي أذى جسدي. ويأتي هذا الإجراء في ظل تعزيز المغرب لحضوره الأمني على جانبه من السياج، وهو ما تؤكده أرقام وزارة الداخلية الإسبانية نفسها، ففي الشهور السبعة الأولى من سنة 2020 شهدت محاولات التسلل إلى سبتة عن طريق البر تراجع بنسبة 70 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019، أما محاولات ولوج المدينة عن طريق البحر فتراجعت بنسبة 75 في المائة.