بعدما تداولت الصحافة الإسبانية في الأيام القليلة الماضية، على نطاق واسع، عزم ملك وملكة إسبانيا زيارة كل من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في إطار زيارة دعم بعد معركة وباء كورونا المستجد، تفاجأت بالبلاغ الصادر عن القصر الملكي الذي ينفي هذه الزيارة. وتعتقد الصحافة الإسبانية، أن الملك الإسباني فيليب السادس وزوجته ليتزيا، تراجعا عن زيارة سبتة ومليلية المحتلتين، رغم أن البلاغ أشار إلى أن المدينتين ليستا مدرجتين في برنامج زياراتهما للمناطق الإسبانية، على الأقل في المدى القريب، وبالتالي نفى القصر أي اعداد قبلي لزيارة المدينتين في شمال المغرب. غير أن الصحافة الإسبانية، يتضح أن لها رأي آخر، وهو ما دفعها لسؤال وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليز لايا، خلال ندوة صحافية نظمتها "أوروبا بريس"، صباح اليوم الأربعاء، حول دور الملك المغربي محمد السادس في منع الملكين الإسبانيين من زيارة سبتة ومليلية المحتلتين. ووفق رد وزيرة الخارجية الإسبانية، فقد نفت أن يكون لها أي علم بتدخل الملك المغربي ومطالبة الملكين الإسبانين بعدم إدراج سبتة ومليلية المحتلتين في برنامج زياراتهما للمناطق ذات الحكم الذاتي الإسبانية، وأشارت إلى أنه تعي بالتزام الملكين بالاهتمام بكافة المناطق الاسبانية ودعمها بعد معركة كوفيد 19. هذا، وطرحت الصحافة الإسبانية سؤالا عن وزيرة الخارجية حول موعد فتح المغرب لحدوده مع إسبانيا، خاصة مع سبتة ومليلية، وهو ردت عليه أرانشا غونزاليز لايا، بأن المغرب يفكر في إعادة فتح حدوده، لكن ليس هناك موعد محدد، وسيبقى الأمر رهينا بالظروف. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن هناك تباين بين المسؤولين الإسبان حول فتح المغرب لحدوده مع إسبانيا، حيث ترغب بعض الأطراف في فتح المغرب لحدوده في أقرب وقت من أجل استئناف حركة العبور، وإنعاش حركة السفر والسياحة، في حين ترى أطراف أخرى أنه يُستحسن أن يُبقي المغرب حدوده مغلقة تفاديا لأزمة صحية جديدة. ويرى الطرف الثاني، أن فتح المغرب لحدوده مع إسبانيا وأوروبا، سيؤدي ذلك إلى توافد الألاف من المواطنين المقيمين في أوروبا بالعودة إلى المغرب من أجل قضاء عطلتهم الصيفية، الأمر الذي سيجعل الموانئ الإسبانية مختنقة بالأعداد الكبيرة للعابرين، الشيء الذي يزيد من مخاطر تفشي فيروس كورونا المستجد من جديد. ولازال إلى حدود اليوم، وعلى بعد يومين من نهاية الطوارئ الصحية في المغرب، مسألة فتح المغرب لحدوده غامضة، حيث لم تشر السلطات المغربية أو تعطي أي بوادر على فتح الحدود أو استمرار إغلاقها.