لم يجد سانتياغو أباسكال، زعيم حزب "فوكس" اليميني المتطرف، من وسيلة قد تجدي في إفشال التحالف اليساري المشكل للحكومة الإسبانية الجديدة، سوى خطاب مليء بالشعبوية والعبارات العنصرية تجاه المهاجرين، والذي كان للمغاربة نصيب واف منه بعدما اتهمهم المتحدث بالتورط في جرائم اغتصاب واعتداء جسدي ضد النساء. وخلال الجلسة العامة الثانية لمنح الثقة لحكومة بيدرو سانشيز الجديدة، والتي أجريت أمس الثلاثاء، اتهم أباسكال المهاجرين بالتورط في جرائم قتل معتبرا إياهم السبب في جريمة حدثت يوم فاتح يناير الجاري وراحت ضحيتها أم وابنتها، قبل أن يخص بحديثه المهاجرين المغاربة والباكستانيين والكولومبيين، الذين قال إنهم السبب في 69 في المائة من هذه الجرائم. وردا على السياسات الجديدة التي ينوي التحالف اليساري المكون من الحزب العمالي وحزب "بوديموس" نهجها تجاه المهاجرين، والمتسمة بمزيد من الترحيب وتسوية الأوضاع، تحدث أباسكال، الذي صار حزبه القوة المعارضة الثانية في البرلمان بعد الحزب الشعبي، عن كون هؤلاء المهاجرين يتصدرون لائحة المتورطين في جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية والعنف ضد النساء. ووجه أباسكال "تحذيرات" للمواطنين الإسبان من "مغبة" الخطوات التي ستقدم عليها الحكومة الجديدة، وفي محاولة منه لتأليب الرأي العام ضد التحالف الاشتراكي الجديد نبه إلى أنه خلال الساعات التي تمت فيها مناقشة منح الثقة للحكومة قام الحزب العمالي وحزب بوديموس بمحاولة "شيطنة" حزبه، لكنهما في المقابل "لم يمنحا لحظة واحدة من وقتهما لإعلان التضامن مع ضحايا الاعتداءات الجنسية التي تورط فيها الأجانب". لكن أباسكال الذي قاد حزبه إلى نتائج غير مسبوقة خلال الانتخابات العامة السابقة لأوانها التي أجريت يوم 10 نونبر 2019، بحصوله على 52 مقعدا، لم يكتف بتخويف الإسبان من المهاجرين فقط، بل أيضا من "تفكك إسبانيا بسبب الانفصاليين"، في إشارة إلى القوى السياسية المنتمية إلى أقاليم كاتلونيا والباسك وغاليسيا التي دعمت الحكومة الجديدة بالتصويت لصالحها أو بالامتناع عن التصويت. وأورد السياسي اليميني المتطرف أن سانشيز "ركع" أمام نواب لا يستحقون أن يكونوا أعضاء في البرلمان الإسباني، داعيا إياه إلى إلقاء القبض على "جواكيم تورا" رئيس إقليم كاتلونيا عوض التحالف مع الأحزاب الانفصالية الكاتلونية، محذرا أيضا من أن اتفاقه مع الانفصاليين الباسك سيؤدي إلى فتح التفاوض مع منظمة "إيتا" المسلحة، ما ستكون نتيجته الحتمية هي إفلات أعضائها من العقاب. يشار إلى أن التحالف المكون من الحزب العمالي الاشتراكي صاحب ال120 مقعدا وحزب "بوديموس" الحاصل على 35 مقعدا، تمكن رغم ذلك من الحصول على ثقة البرلمان لإعلان الحكومة الجديدة بحصوله على 167 صوتا مقابل معارضة 165 صوتا وامتناع 18 نائبا عن التصويت، بفضل دعم الأحزاب اليسارية الصغيرة إلى جانب حزب اليسار الجمهوري الكتلاني والأحزاب القومية الباسكية.