يبدأ القضاء الهولندي محاكمة المغربي الأصل رضوان التاغي، المشتبه فيه الرئيسي في تدبير جريمة مقهى "لاكريم" بمراكش، والذي تم اعتقاله بدبيالإماراتية يوم الاثنين الماضي بعد محاولته السفر بواسطة جواز سفر مزور، حيث سيجد أمامه عددا كبيرا من القضايا تتعلق بجرائم تصفية جسدية بأوروبا وأميركا اللاتينية والمغربية، إلى جانب الاتجار الدولي في المخدرات. ودخل التاغي، عن طريق العصابة الإجرامية التي يقودها، منذ 2012 في حرب عصابات دامية إثر سرقة مستودعه للكوكايين في ميناء أنتويرب في بلجيكا، وفق ما كشفت عنه صحيفة "دي تيلغراف" الهولندية، وهي الحرب التي رافقه فيها "ذراع الأيمن" سعيد رزوقي، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا، ويعتقد أن جريمة "لاكريم" كانت من بين محطات هذه الحرب الدامية. وورث التاغي، البالغ من العمر 41 عاما، من بعض أفراد عائلته "ممرات وطرق" تهريب الحشيش من المغرب إلى هولندا سنة 2000، لكنه بعد ذلك سيوسع نشاطه ليشمل أيضا الكوكايين حتى أصبح اليوم يسيطر على ثلث تجارة "الذهب الأبيض" في أوروبا حسب ما نقلته الصحافة الهولندية عن سلطات بلادها. وأوردت المصادر نفسها أن شبكته التي تضم مغاربة وهولنديين وسوريناميين وأيرلنديين وإيطاليين وبوسنيين، دخل سنويا إلى أوروبا ما مجموعه 30 طنا من الكوكايين عبر ميناءي روتردام في هولندا وأنتويرب في بلجيكا، ثم يتم توجيهها لجميع دول أوروبا، ما جعل التاغي يتحكم في "أكبر سوق للكوكايين في العالم". ولا يبدي التاغي أي رحمة لفرض سيطرته على تجارة المخدرات، ففي 2013 أصبح المشتبه فيه في قتل زوج أخته في إسبانيا بسبب خلاف حول شحنة من الممنوعات، وفق ما كشفت عنه "وكالة "إيفي" الإسبانية، التي تحدثت أيضا عن تورطه في جرائم أخرى في المغرب وأمريكا اللاتينية، لكنه استطاع تفادي المحاكمة فيها جميعها. ونقلت الجهة نفسها عن مكتب المدعي العام أن التاغي متهم بتشكيل "منظمة للتصفية الجسدية" مكونة من مجرمين خطيرين، وهي المنظمة التي "زرعت الخوف في عالم الجريمة الهولندي، ورفعت شعار من يتكلم يمت"، حتى أن "إيفي" كشفت أن المحقق الذي أدلى لها بتلك المعلومات رفض الكشف عن هويته "خوفا من الانتقام". وتبدأ هولندا محاكمة التاغي في قضية تتعلق ب4 جرائم قتل والإعداد ل8 جرائم أخرى، وتعتمد المحكمة على شهادة شخص "مَحمي" من أصل مغربي يدعى "نبيل"، والذي سبق لرجال التاغي أن حاولوا إجباره على السكوت عبر إطلاق النار على شقيقه وسط الشارع العام شهر شتنبر الماضي، ثم قاموا بالشيء نفسه مع محاميه أمام منزله بأمستردام. وكان من المفترض أن تتم محاكمة التاغي غيابيا، لكن المفاجأة كانت هي القبض عليه بمطار دبي الدولي وهو يحمل جوازا وتأشيرة مزيفين، وذلك بعدما كان يحاول الخروج من الإمارات التي عاش فيها بهوية مزورة في فيلا فاخرة بجزر الجميرا كان يدفع إيجارها نقدا، وبعد التأكد من هويته تم نقله مباشرة إلى هولندا عبر طائرة تابعة للقوات الجوية. وحاول محاميه الطعن في عملية تسليمه، حيث أورد أنه "تعرض للاختطاف"، معتبرا أن ترحيله لم يستوف الشروط القانونية، الشيء الذي دفع وزير العدل الهولندي إلى الخروج للرد على اتهامات المحامي، ليؤكد أن العملية التي جرت بتنسيق مع السلطات الإماراتية "تمت وفق القانون"، مضيفا أنه مباشرة بعد وصوله إلى هولندا تم نقله إلى سجن مشدد الحراسة حتى لا يفكر رجاله في محاولة تهريبه.