كتب الناخب الوطني الجديد، البوسني وحيد خليلهودزيتش، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، الفصل الأخير من "مسلسل" دام لأشهر عدة، بطله المهاجم عبد الرزاق حمد الله، الذي عاش معه الرأي العام الكروي المحلي "سيناريو" أشبه بقصص الواقع المعروضة على "Netflix"، أطوارها تميزت بالتشويق والإثارة ونهايتها كانت أشبه بمنتوج "الدراما" الوطنية..حلقة مفقودة في ختام الحبكة! كرونولوجيا القصة.. هي أيام قليلة قبل سفر المنتخب الوطني للمشاركة في نهائيات "كان2019" بمصر، حتى انتشر خبر مغادرة حمد الله لمعسكر المعمورة، لينطلق "البوليميك" بعد ذلك، بين بلاغ الجامعة حول تعرض اللاعب للإصابة وخروج المعني بالأمر، أيام قليلة بعدها، ليتداول صورا له من قاعة رياضية بمدينة آسفي، يظهر فيها في كامل لياقته البدنية. ظرفية التحضير للتظاهرة الإفريقية، جعلت محيط المنتخب يحيط الملف بنوع من التكثم، رغم تناسل بعض الأخبار، التي تبقى غير مؤكدة لحدود اللحظة، عن المسببات الحقيقية التي دفعت حمد الله للمغادرة، بين قائل لتعرضه إلى تدخل خشن من قبل يونس بلهندة خلال حصة تدريبية ومحلل لما حدث خلال المباراة الودية أمام المنتخب الغامبي، حين رفض فيصل فجر ترك الكرة لمهاجم النصر السعودي، قبل تنفيذ ركلة جزاء. تأويلات من هنا وهناك، وحده حمد الله كان يملك الإجابات عنها، لكنه ارتأى أن يعلنها "حربا باردة"، اعتقد أنه بتحويلها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، سيفيد منتخب بلاده المقبل على رهان قاري مهم، كما أكد ذلك هيرفي رونار حين سئل في قاعة ندوات ملعب السلام عن الموضوع، قبيل المباراة الافتتاحية أمام المنتخب الناميبي.."تركنا ما حصل في المعسكر خلفنا عندما وصلنا إلى مصر" لم يتوانى حمد الله في تحويل حساب "الانستغرام" إلى منصة تواصل غير مباشرة، يحاول تمرير رسائله عبرها، فلم يكن مطلوب نسبة عالية من الذكاء لفك رموزها، حتى وإن كان الجميع ملتفا حول "الأسود" حينها، إلا أن حمد الله ظل حاضرا في النقاش مع كل إطلالة، آخرها لما أهدر سكب الشاي في اتجاه الكأس كما أهدر زياش كرته أمام البنين.. تأويلات قد تحتمل نسبة من الصواب أو الخطأ. خليلهودزيتش.. ضيف الحلقة رحل رونار عن تدريب المنتخب الوطني ومعه حقائق واقعة هروب حمد الله من المعمورة، التي رفض الكشف عنها حتى وهو ناخب وطني للمنتخب السعودي، تاركا الملف "الساخن" بين يدي خلفه، البوسني وحيد خليلهودزيتش، الذي اضطر إلى تخصيص جلسة مع أهل المعرفة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل إحاطته بكل أو جزء الحقيقة.. الله أعلم! استمرار تألق حمد الله مع النصر السعودي، كان يفرض نفسه على منظومة "الأسود" المستقبلية، لاسيما أن ربانا جديدا أتى ليقود السفينة واشتكى في أول خرجة له من ضعف الآلة الهجومية للمنتخب، فأتت الردود من كل حدب وصوب: لدينا هداف الدوري السعودي.. لدينا أفضل هدافي العالم! وإن التمس الجميع العذر ل"كوتش وحيد" خلال امتحانه الأول، بعدم مناداته على اللاعب، فإنه بعيد ندوته الصحفية الشهيرة بعد مباراة بوركينا فاسو، التي سئل فيها عن مصير"Meilleur Buteur du Monde" (سؤال لأحد الصحافيين حول عدم استدعاء حمدالله الذي يعد من أفضل الهدافين في العالم حاليا)، أضحى الإسم مطروحا على الطاولة أكثر من أي وقت مضى، وإلا وجب الكشف عمّا إن كان حمد الله "معاقبا"، كما هو حال كريم بنزيما مع المنتخب الفرنسي، على سبيل الذكر وليس المقارنة. استبشر المتابع لهذا "المسلسل" خيرا في حلقاته الأخيرة، حيث كان الجميع ينتظر عودة حمد الله من الباب الكيير، من خلال استدعائه لوديتي شهر أكتوبر، أكثر مما كان ينتظر خرجته لكشف الحقائق، كما وعد بذلك من خلال "برومو" على "يوتوب".. فلا هذا تحقق ولا ذاك تم عرضه. نهاية القصة غموض آخر يزيد من عتمة المشهد، بين خليلهودزيتش الذي أبلغ المشاهد أن "اللاعب قد أخبر المساعد مصطفى حجي بعدم المناداة عليه مستقبلا"، اللاعب الدولي السابق الذي أكد بدوره أنه تحدث مع اللاعب هاتفيا وأبلغه عدم رضا الناخب الوطني عن مردودهرالأخير مع النصر السعودي وبين "تمرد" اللاعب نفسه الذي أطل عير الأثير، ليقصف الجميع، من الناخب الوطني السابق إلى تكذيب روايات الطاقم الحالي. بيت داخلي فوضوي.. قد ينطبق وصف "الفوضوي" على بيئة المنتخب الوطني المغربي منذ سنوات، حتى أضحت التمثيلية تخضع لمبدأ الهوى والانتقائية، ليتحول مستودع الملابس إلى صراع طبقي، أبعد بكثير مما هو رياضي صرف، تلعب فيه بعض الأسماء دور القيادة، مما جعل أيضا الناخب الوطني السابق لا يغير كثيرا في مجموعته، كما صرح بذلك في أكثر من مرة. بنعطية، درار، زياش، بلهندة، وحاليا تاعرابت.. أسماء تكيف القدوم للمنتخب مع ميزاجيتها، فلا طالما اختار بعضها المباريات التي لن يشاركوا فيها، كما هو حال العميد المعتزل حديثا، عبر حوار مع برنامج تلفزيوني فرنسي، فيما يغلب جلها المصلحة العليا للفرق على المنتخب، وهو الأمر الذي يواجه الناخب الجديد مع بداياته. العبث بلغ مداه حتى للمناداة على الأسماء للعب، مثل ما حصل مع كيفين مالكويت وسليم أمل الله، الذين رفضا دعوة خليلهودزيتش رغم تضمين اسميهما ضمن القائمة النهائية، وهو ما يبعث على جو من الارتباك، فيصبح "الترقيع" سيد الموقف ويتحول المنتخب إلى فريق أحياء، يتم الاستنجاد باللاعبين حتى أيام قبل موعد المباراة، كما هو حال عمر القادوري، مهدي كارسيلا، نايف إكرد والآخرون.. الذين يعلمون جيدا أنه تم الاستنجاد بهم بعد أن تم إسقاطهم في وقت سابق!