عاش المعبر الحدودي "تارخال" بسبتة، أمس الاثنين، لحظات عصيبة جراء الاحتجاجات التي نظمتها النساء اللواتي يمتهن التهريب المعيشي، وذلك بعدما سئمن من سوء معاملتهن وسط الفوضى الكبيرة التي يعرفها طرفا المعبر، الوضع الذي دفع السلطات الإسبانية إلى إغلاقه بشكل مؤقت. وأكدت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" أن الجانب المغربي من الحدود شهد احتجاجات كبيرة من طرف النسوة اللواتي كن يردن دخول المدينةالمحتلة من أجل جلب البضائع، ما ولد مخاوف على الجانب الإسباني من الحدود من حدوث اقتحام جماعي. وأوردت الوكالة أن السلطات الإسبانية قامت بإغلاق الحدود مرتين الأولى لمدة 30 دقيقة والثانية لمدة 40 دقيقة، وذلك بعد تنسيق مع السلطات المغربية التي وافقت على هذا الإجراء من أجل تخفيف حدة التوتر وإعادة الهدوء لعمليات الدخول، وشمل الإغلاق المؤقت أيضا مرور السيارات والأفراد الذين كانوا متجهين لسبتة بغرض السياحة. وتأتي هذه الاحتجاجات بعد سلسلة من المشاكل التي عرفها مؤخرا الجانب المغربي من الحدود، وذلك بعد إعادة افتتاحه في الأسبوع الأول من شهر شتنبر الماضي، حيث عادت حالات التدافع وغياب التنظيم التي أدت إلى وفاة سيدة تبلغ من العمر 48 سنة يوم 18 شتنبر، إذ كانت الضحية، وهي أم لأربعة أطفال، قد لقيت حتفها بعدما أدى التدافع إلى إسقاطها من أعلى تلة صغيرة ليصطدم رأسها بحجر وتفارق الحياة في عين المكان. وكانت الحكومة الإسبانية قد عاودت فتح المعبر الحدودي في وجه ممتهنات التهريب المعيشي يوم 4 شتنبر الماضي، وذلك بعد شهر من إقفاله نتيجة الأشغال التي يعرفها الجانب الإسباني من الحدود في إطار تطوير المعابر وأنسنة السياج الحدودي، وقالت إسبانيا وقتها إن إعادة فتح المعبر تمت بعد تنسيق مع السلطات المغربية. وأحصت السلطات الإسبانية خلال أول يوم فقط من عودة نشاط ممتهنات التهريب المعيشي، دخول 2933 امرأة، وشهد المعبر أولى حالات التدافع في اليوم نفسه، ما أدى إلى إغماء سيدة ونقلها إلى المستشفى، لتستمر الفوضى في الأيام الموالية متسببة في إصابات أخرى.