عما قريب لن تبقى شركات النقل البحري هي الوحيدة التي تحتكر ربط مدينة طنجة بمدينة الجزيرة الخضراء في أقصى جنوب إسبانيا، وذلك بعد إعلان شركة للنقل الجوي ربط المدينتين عبر طائرات "الهيليكوبتر"، في رحلة ستكون سريعة للغاية. وأعلنت شركة "هيليتي" التي توفر حاليا خدمات ربط مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين بالجنوب الإسباني بالطريقة نفسها، عن شروعها قريبا في ربط طنجة بالجزيرة الخضراء في رحلة لن تزيد مدتها عن 10 دقائق، ما سيوفر الكثير من الوقت للمسافرين، الذين تستغرق رحلاتهم البحرية عادة ما بين 30 و90 دقيقة انطلاقا من ميناء طنجة المتوسطي. وقالت الشركة، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية في الجزيرة الخضراء، إنها شرعت بالفعل في تثبيت الأكشاك الخاصة بشرطة الحدود في مهبط المروحيات بهذه المدينة الأندلسية، لكن دون الإعلان الرسمي عن موعد بدأ رحلاتها الجوية من وإلى المغرب. وتمتلك الشركة حاليا 3 طائرات مروحية تستعمل لربط سبتة ومليلية بكل من الجزيرة الخضراء ومالقا، لكنها كشفت عن دخولها صفقة جديدة مع مُصَنِّع المروحيات الأمريكي "بيل" لتعزيز أسطولها قبل تدشين خطها الجديد نحو طنجة. ومن شأن هذه الخطوة أن تكسر احتكار شركات النقل البحري لخدمات نقل المسافرين بين طنجة والجزيرة الخضراء، والتي توفرها حاليا 5 شركات اثنتان منهما تحتكران أيضا الربط البحري السريع بين ميناء طنجةالمدينة وميناء طريفة البعيد عن الجزيرة الخضراء ب23 كيلومترا. غير أن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة دفع شركات النقل البحري لتخفيض أسعارها، والتي يتذمر المسافرون من ارتفاعها، فإن كان سعر رحلة الذهاب من الميناء المتوسطي نحو ميناء الجزيرة الخضراء، اليوم الأربعاء 25 شتنبر 2019 يتراوح ما بين 26,50 يورو و38,50 يورو، فإن أسعار السفر عبر المروحية لن تقل عن ذلك. وتتراوح تكلفة الرحلة الرابط بين مدينة سبتة، الأقرب إلى طنجة، والجزيرة الخضراء، ما بين 35 و70 يورو ذهابا وما بين 40 و70 يورو إيابا، وهو بالتالي سعر أكبر من تسعيرة النقل البحري، ليظل الامتياز الأساسي الذي توفره هذه الخدمة الجديدة هو ربح الوقت.