1. الرئيسية 2. المغرب الكبير بعد تجديد التأكيد على موقف فرنسا الداعم لسيادة المغرب على الصحراء.. بارو يزور الجزائر لحل الأزمة الثنائية بأجندات الهجرة والأمن والذاكرة الصحيفة من الرباط الأحد 6 أبريل 2025 - 17:02 حل وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم الأحد، بالعاصمة الجزائرية، في زيارة رسمية تهدف إلى تهدئة التوترات المتصاعدة بين البلدين منذ أشهر، والتي اشتدت إثر إعلان فرنسا تأييدها لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء. والتقى الوزير الفرنسي بوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، وكذا بالرئيس عبد المجيد تبون. وجاءت هذه الزيارة بعد إعلان بارو، الأربعاء الماضي، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، أن بلاده "لا ترى اليوم حلا آخر واقعيا وذا مصداقية" سوى الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، مذكرا بالموقف الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليوز الماضي. وحسب تقارير الصحافة الفرنسية الصادرة صباح اليوم الأحد، فإن باريس تسعى إلى إعادة فتح قنوات الحوار الدبلوماسي مع الجزائر عبر أجندة محورها الهجرة والأمن والذاكرة التاريخية، حيث أكد بيان صادر عن الخارجية الفرنسية أن زيارة بارو تهدف إلى "الاستفادة من الزخم الذي خلقته المكالمة الهاتفية بين ماكرون وتبون الأسبوع الماضي". وكان الرئيسان الفرنسي والجزائري، قد اتفقا خلال المكالمة الهاتفية على ضرورة استئناف الحوار الثنائي وطي صفحة الخلافات، خاصة بعد أن بلغت الأزمة بين البلدين ذروتها عقب الهجوم الذي وقع في مدينة مولوز الفرنسية في فبراير الماضي، ونفذه جزائري سبق أن صدرت بحقه عدة طلبات ترحيل نحو بلاده. وكانت الجزائر قد رفضت استقبال عدد من مواطنيها الذين قررت فرنسا ترحيلهم لأسباب أمنية وقانونية، ما زاد من حدة التوتر بين الجانبين، خاصة مع تصاعد الجدل حول موضوع الهجرة غير النظامية وتنامي تيارات التطرف بين بعض الجاليات في فرنسا. وتأمل باريس أن تسهم زيارة بارو في التوصل إلى "خارطة طريق" للخروج من الأزمة، تتضمن إعادة تفعيل التعاون في مجالات حيوية، أبرزها القضاء، والأمن، والاقتصاد، والملف التاريخي المتعلق بالذاكرة الاستعمارية، وسط صعوبات واضحة في تحقيق توافقات عملية سريعة. وتأتي هذه الزيارة في وقت لا تزال فيه الجزائر تعبر عن رفضها لأي تحرك فرنسي يتناغم مع الطرح المغربي بخصوص الصحراء، حيث تعتبر أن باريس تخلّت عن مواقفها "التقليدية" تجاه الملف لصالح تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الرباط. ورغم ذلك، تراهن باريس، وفق الصحافة الفرنسية، على إمكانية تهدئة الأجواء مع الجزائر دون التراجع عن دعم المغرب، خاصة وأن فرنسا ترى أن الاعتراف بمغربية الصحراء يخدم استقرار المنطقة ويعزز دور المملكة في ملفات الهجرة ومحاربة الإرهاب. وتجدر الإشارة إلى أنه من المنتظر أن يجري بارو لقاء مع نظيره المغربي ناصر بوريطة لبحث تطورات ملف الصحراء، حسب ما كشفه الوزير الفرنسي خلال الجلسة التي جدد فيها دعم بلاده لسيادة المغرب على الصحراء عبر دعم مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وجه رسالة رسمية إلى الملك محمد السادس في يوليوز الماضي، عبّر فيها عن دعم بلاده الواضح لسيادة المغرب على صحرائه، مؤكدا فيها أن "حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان ضمن السيادة المغربية"، كما جدد التأكيد على هذا الموقف أمام البرلمان المغربي خلال زيارته الرسمية للمملكة في أكتوبر المنصرم.