1. الرئيسية 2. المغرب الكبير وزير موريتاني سابق: افتتاح موريتانيا لمعبر بري جديد مع المغرب عبر الصحراء ليس عملا عدائيا حتى لو أزعج بعض الأطراف الصحيفة - محمد سعيد أرباط الثلاثاء 4 مارس 2025 - 23:00 قال وزير الخارجية الموريتاني الأسبق، أحمد ولد عبد الله، إن فتح موريتانيا لمعبر بري جديد مع المغرب يعبر الصحراء، ليس عملا عدائيا تُجاه أي جهة، حتى لو أزعج هذ المشروع أطراف أخرى، في إشارة إلى جبهة البوليساريو الانفصالية التي أعلنت مؤخر رفضها لهذا المشروع وأطلقت تهديدات ضد نواكشوط. وأضاف الوزير الموريتاني السابق في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية "rfi" أن فتح المعبر يعد قرارا سياديا لموريتانيا، مشيرا إلى أن أي دولة تمتلك الحق في تطوير بنيتها التحتية وتعزيز روابطها التجارية وفقا لمصالحها الوطنية، معتبرا أن موريتانيا تبحث عن مصالحها الخاصة. وأشار المسؤول الموريتاني السابق إلى أن موريتانيا سبق أن تبنت موقف الحياد الصارم في ملف الصحراء منذ توقيعها اتفاق 1979، عندما كان وزيرا للخارجية، إلى أن الحياد – حسبه - لا يعني التخلي عن المصالح الاقتصادية، خصوصا في ظل موقع البلاد الاستراتيجي كمنطقة عبور نحو الساحل الإفريقي. واعتبر ولد عبد الله أن هذا المشروع الذي سيربط مدينة السمارة مرورا بأمغالا وصولا إلى بئر أم كرين في موريتانيا، يأتي في سياق مشاريع أخرى مماثلة، مثل الطريق الجاري إنشاؤها بين موريتانيا والجزائر، والجسر الذي يربط بين موريتانياوالسنغال عبر نهر روصو، بالإضافة إلى توسيع شبكة الطرق بين موريتانيا ومالي. وأضاف ولد عبد الله أن هناك اهتماما متزايدا بتعزيز الربط اللوجستي بين دول المنطقة، حيث يجري الحديث أيضا عن خط ملاحي محتمل بين الداخلة في المغرب وداكار في السنغال، مما يعزز من حركة التجارة بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء. وبخصوص التهديدات التي أطلقتها البوليساريو، لفت ولد عبد الله أن موريتانيا ليست مسؤولة عن التصعيد المحتمل، موضحا أن مشاريع البنية التحتية يجب أن تبقى بعيدة عن الحسابات السياسية، خصوصا أن المنطقة بحاجة ماسة إلى تطوير شبكات النقل لدعم التنمية الاقتصادية. وعند سؤاله عن إمكانية تأثر اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1998 بين المغرب والبوليساريو، والذي تضمن قيودا عسكرية في بعض المناطق، أكد ولد عبد الله أن هذا الأمر يخص الأطراف المعنية مباشرة بالنزاع، ولا يجب أن تكون موريتانيا جزءا منه. وشدد المسؤول الموريتاني السابق على أن بلاده تواصل الالتزام بسياسة الحياد، مشيرا إلى أن الحكومة الموريتانية تركز على مصالحها الوطنية وتسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع جيرانها، بمن فيهم المغرب والجزائر. هذا ويواصل التقارب المغربي الموريتاني في إثارة قلق كبير في أوساط جبهة البوليساريو الانفصالية، التي ترى ان هذا التقارب يمضي على حسابها، وقد ظهر هذا القلق بشكل جلي في رسالة نصية تداولها نشطاء البوليساريو في الأسابيع الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي منسوبة إلى البشير مصطفى السيد شقيق مؤسس الجبهة الانفصالية ومستشار زعيمها الحالي إبراهيم غالي. ووفق بعض نشطاء البوليساريو، فإن البشير مصطفى السيد، اعترف بصعوبة الوضع في الصراع القائم مع المغرب، خاصة في ظل وجود تقارب مستمر بين الرباطونواكشوط، الذي يُرتقب أن يُسفر عن إنجاز ممر بري جديد يربط بين البلدين عبر الصحراء. وكتب البشير مصطفى السيد، رسالة نصية تضمنت تهديدا بالحرب ضد موريتانيا، حيث قال " الوضع في مجمله صعب للغاية لأن العدو يريدها مرحلة مفصلية وللحسم والرهان على موريتانيا، فبإمكانها أن تمنع هذا الرهان برفض شق طرق الاحتلال المغربي إليها عبر أراضي الجمهورية الصحراوية وتحويل حدود الصحراويين معها الى حدود مغربية، وبالتالي برمجة توريطها في حرب أشقاء اعتزلتها". ودأب قادة البوليساريو ونشطاؤها في تداول العديد من الرسائل النصية المماثلة، بهدف تجييش الموالين لها، إلا أنه في السنوات الأخيرة لوحظ بأن الاستجابة لدعوات قادة الجبهة الانفصالية تراجع بشكل كبير، حيث سئم العديد من الشباب المحتجزين في تندوف أو الذين يعيشون في الخارج من "الانفصال عن الواقع" الذي يمارسه القادة. وتجلى هذا بشكل واضح في فيديو نشره أحد الصحراويين المعارضين للبوليساريو في الخارج، الذي انتقد دعوة البشير وتهديده ل"الشقيقة" موريتانيا، والتضحية بالآلاف من الشباب المتواجدين في تندوف، في حين يعمل القادة على نقل أبنائهم للعيش في الخارج وتوفير التأشيرات لهم للتنقل وعيش حياة الرفاهية على حساب الصحراويين المحتجزين في صحراء تندوف.