1. الرئيسية 2. تقارير معهد جنوب إفريقي: البوليساريو تخسر بشكل تدريجي ومستمر أمام تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي الصحيفة – محمد سعيد أرباط الثلاثاء 20 غشت 2024 - 14:00 قال معهد الدراسات الأمنية (ISS) الذي يوجد مقره الرئيسي في عاصمة جنوب إفريقيا، بريتوريا، إن جبهة البوليساريو الانفصالية، تخسر معركتها بشكل تدريجي ومستمر أمام المغرب في قضية الصحراء، في ظل تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي لحل النزاع تحت السيادة المغربية. وجاء هذا في تقرير نشره المعهد يرصد فيه تطورات قصية الصحراء، حيث قال إن الدعم الذي كان موجها لجبهة البوليساريو يتراجع في إفريقيا، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي "تعترف بها حوالي 22 دولة، بينما سحبت عدة دول أخرى اعترافها أو جمدته في السنوات الأخيرة، بانتظار حل النزاع. في المقابل، يسجل المغرب أن 22 دولة إفريقية قد فتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية"، مما يشير إلى دعم سيادة المغرب على الصحراء حسب تعبير التقرير. أما على الصعيد الدولي، يقول التقرير، إنه يوجد تراجع أيضا في دعم البوليساريو "لكن الضربة الأكبر جاءت من اعتراف ثلاثة لاعبين كبار بخطة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب"، مشيرا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء في 2020، ثم إسبانيا التي أعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في 2022. وأضاف التقرير في هذا السياق، بأن التحول الأكبر "الذي قد تحذو حذوه دول أخرى، كان الرسالة الأخيرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك المغربي محمد السادس. في هذه الرسالة، دعم ماكرون خطة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الأساس الوحيد لحل النزاع". وقال التقرير إن الخلاف في قضية الصحراء سمم العلاقات بين المغرب والجزائروجنوب إفريقيا "على الرغم من أن بريتوريا اتخذت قرارًا براغماتياً بعد إعادة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017 لاستعادة العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفير الكامل." وأشار تقرير المعهد في هذا السياق إلى وجود يأس لدى أصحاب القرار جنوب إفريقيا بشأن الصحراء المغربية، حيث أن "بعض المسؤولين في الحكومة الجنوب أفريقية يشعرون بفقدان الحماس. إنهم يرون تآكلًا في الدعم للجمهورية الصحراوية ونموًا ثابتًا في دعم مطالب المغرب بالسيادة على الصحراء". وأشار التقرير إلى الأدوار التي قام بها المغرب لتحقيق نتائج إيجابية لصالحه في هذا الملف، حيث "كان المغرب أيضا استراتيجيًا في الحفاظ على القضية ضمن نطاق الأممالمتحدة، حيث لا تعد الجمهورية الصحراوية عضوا – وبعيدا عن الاتحاد الإفريقي، حيث تتمتع دول مثل جنوب إفريقيا والجزائر بنفوذ وحيث تعد الجمهورية الصحراوية عضوا". ونقل المعهد في تقرير رأي ليسل لوف-فودرون، كبيرة المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية التابعة للاتحاد الإفريقي حيث قالت "لقد كان ملحوظًا كيف أبعد المغرب قضية الصحراء تمامًا عن جدول أعمال الاتحاد الإفريقي، إنها لا تُناقش في الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي، أو في مجلس السلم والأمن (الذي يعد المغرب عضواً فيه)، أو في قسم الشؤون السياسية للاتحاد الإفريقي. كأنها غير موجودة". كما نقل التقرير وجهة نظر البوليساريرعبر ما تسميه الأخيرة بسفيرها في جنوب إفريقيا، محمد بيصات، الذي ادعى بأن تراجع الدعم الدولي للبوليساريو مجرد "دعاية مغربية"، بالرغم من أن تراجع الدعم ملحوظ بالأرقام وبمواقف العديد من الدول. وختم المعهد تقرير برأي جاكوب موندي، أستاذ مشارك ورئيس قسم دراسات السلام والصراع في جامعة كولجيت حيث قال "إذا سعت فرنساوالولاياتالمتحدة إلى جعل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعتمد اقتراح الحكم الذاتي المغربي باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدمًا، فمن المحتمل أن يثير ذلك مقاومة من الصين، والأهم من ذلك، روسيا". وأضاف نفس المتحدث أن "الجزائر تشغل حاليًا مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، "فمن المرجح بشكل أكبر أن المجلس لن يدعم خطة المغرب"، وهذا ما يجعل المتحدث نفسه يعتقد أن القليل الذي يُمكن أن يتغير حاليا على أرض الواقع في هذا القضية.