1. الرئيسية 2. اقتصاد بعد سوق الاتحاد الأوروبي وروسيا.. المغرب ينتظر تأشير الحكومة الصينية لاقتحام سوق تضم أكثر من مليار و200 مليون مستهلك لتصدير فاكهته الحمراء الصحيفة - خولة اجعيفري الأحد 5 ماي 2024 - 14:24 حققت المنتجات المغربية أرقاما قياسية جديدة، وذلك، من خلال التربع على عرش كبار مصدّري الفاكهة الحمراء، عقب انفتاحها على أسواق جديدة على غرار روسيا وآسيا، ليبقى رهان المغرب، حاليا، هو الدخول إلى السوق الصينية بعدما شرع رسميا في التفاوض مع بيكين للوصول إلى سوق تضم أكثر من مليار و200 مليون مستهلك. ووفق المعطيات الأولية التي حصلت عليها "الصحيفة"، من الجمعية المغربية لمنتجي ومصدري الفواكه الحمراء، فإن الموسم الحالي، عرف طفرة نوعية وزيادة كبيرة في إيرادات الصادرات، تفوّقت على الموسم الماضي الذي عرف تصدير ما يقرب من 124 ألف طن من هذه الفاكهة، وإيرادات بقيمة 750 مليار سنتيم، وذلك وفق التقديرات الأولية التي سيحسم فيها المهنيون رسميا نهاية الشهر الجاري، أي بعد انتهاء الموسم الذي يفصلنا عنه ثلاثة أسابيع على الأكثر. وفي تصريح ل "الصحيفة" قال أمين بناني، رئيس الجمعية المغربية لمنتجي الفاكهة الحمراء، إنه وعلى الرغم من الظروف الصعبة جدا التي قاساها هذا القطاع خلال الموسم الجاري وما تبعها من تعقيدات، إلا أنه نجح في بلوغ سقف جد إيجابي أفضل من الموسم الماضي بكثير، بفضل الإمدادات الثابتة من المنتج والموجهة صوب سوق التصدير في مختلف دول العالم. وأضاف بناني إن المغرب وعلى الرغم من كل التعقيدات التي مرّ منها القطاع، نجح في مضاعفة صادراته، وبالتالي إيراداته صوب العديد من الأسواق في مُقدّمتها بريطانيا، والاتحاد الأوروبي والأسواق الآسيوية وروسيا، وذلك بفضل جودة الفاكهة المغربية بشكل خاص، وعمل الدولة على توسيع المساحة المزروعة ما أدى إلى رفع الانتاجية. وأضحى قطاع الفواكه الحمراء، ركيزة أساسية للصادرات الزراعية المغربية، التي تأتي معظمها من مناطق مثل العرائش ومولاي بوسلهام وتُدر إيرادات مهمة، بيد أنه وعلى الرغم من هذه المكاسب، شهد الموسم الحالي جملة من التحديات الكبيرة، بسبب الجفاف أولا الذي تشهده البلاد ويُعد الأسوأ في تاريخ المغرب منذ أربعة عقود، خصوصا وأن هذا النوع من الزراعات تسبب في تجفيف مخزون المياه الجوفية، في ظل تراجع سقوط الأمطار في أغلب مدن المملكة بما في ذلك، مدن الغرب المعنية بهذا النوع من الزراعات. وإلى جانب الجفاف، شهد الموسم الزراعي الحالي خسائر فادحة، بسبب عاصفة "برنارد" التي ضربت عدة مناطق في المغرب شهر أكتوبر الماضي، وتسببت في خسائر كبيرة لمحاصيل الفواكه الحمراء قدرها المهنيون بحوالي 20٪ من المحصول الذي يتم تصدير معظمه إلى أوروبا، كما سبقتها رياح شرقية جافة وحارة ضربت كل من منطقة الغرب وسوس في غشت الماضي وتسببت بدورها في خسائر مهمة، تزامنت وواقع لا استقرار الأحوال الجوية طيلة الموسم، ما جعل الانتاج الكبير أو ذروة الحصاد تتأخر لتكون في أبريل. وإلى جانب الظروف الطبيعية والمناخية، تعرضت المنتجات الفلاحية وعلى رأسها الفراولة لحملة قادها مزارعون إسبان ضد المنتوجات الفلاحية التي تحمل وسم "صنع في المغرب"، وتوّجت بإصدار نظام الإنذار السريع للأعلاف والأغذية "RASFF" المعمول به على مستوى الاتحاد الأوروبي، تحذيرا صحيا من مستوى "خطير" يهم هذه الفاكهة القادمة من المغرب ويزعم أنها ملوثة بفيروس "التهاب الكبد الوبائي أ"، وهو التحذير الذي سارع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، لتكذيبه جملة وتفصيلا بناء على تحليلات مخبرية مضادة، فيما ظلت المنظمات الفلاحية والإعلام الإسباني يتداول الخبر بشكل متزايد دونما بث توضيح "أونسا" باعتبارها المؤسسة المغربية المعنية المباشرة بجودة وسلامات المنتجات الاستهلاكية. هذا الاتهام، نفته الجمعية المغربية لمنتجي الفاكهة الحمراء، بدورها وفق ما أكده رئيسها ل "الصحيفة"، الذي أشار إلى أنه عطّل الموسم قليلا بسبب الحملة الاعلامية التي استهدفت الفراولة المغربية، لكنه بالمقابل لم ينجح في التأثير على الصادرات، ذلك أن العملاء الذين تعود مهنيو هذا القطاع التعامل معهم، واصلوا ذلك بكل أريحية، نظرا لوعيهم بحقيقة الحملة، بمن فيهم زبناء المنتوجات الفلاحية من بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي. وبمقابل، فشل التحذير الأوروبي في إحباط الموسم الزراعي المغربي والتأثير في العملاء الحريصين على استيراد الفاكهة الحمراء المغربية، نبّه بناني إلى أنه نجح فقط في تعقيد الأمور داخليا، بحيث أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، سارع إلى تشديد المراقبة، وكذا الاجراءات البيروقراطية وتعسيرها من خلال فرض إجراءات صارمة وغير مسبوقة، ما انعكس سلبا على المصدرين المحددين في السوق ممن لا يكون تدفق إنتاجهم مستمرا إذ لم يشملهم التأشير، وبقي السوق للمنتجين الذين نشاطهم عالٍ ويصدرون بصفة يومية وأسبوعية. ووفق رئيس جمعية منتجي التوت الأحمر، فإن أسواق التصدير التي استهدفها المغرب هذا الموسم، كانت المملكة المتحدة ثم الاتحاد الأوروبي موردا أنهم عملاء أوفيات للفواكه الحمراء المغربية، إذ لم يتأثروا أبدا بالحملة التي استهدفت المنتجات الفلاحية المغربية، وظل طلبهم متزايد، سيّما بريطانيا التي تستورد بصفة شبه يومية الفواكه المغربية على وجه الخصوص، وكندا والشرق الأوسط وآسيا. أما بالنسبة لروسيا، التي وضعها بناني في قائمة أكثر الدول وفاء لقطاع الفواكه الحمراء المغربية، واصفا إياها بالعميل "المتميز"، فقال إنها تستورد، لكن ليس بصفة يومية، يعني من الممكن أن تستورد شحنة مرة في الأسبوع أو أسبوعين على الأكثر، وإلى جانب هذه البلدان، انفتحت المملكة على السوق الآسيوية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، فبحسب ما أكده بناني ل "الصحيفة"، باتت الفواكه الحمراء في العقد الأخير محط اهتمام عدد من دول هذه القارة، ذلك أنه إلى جانب الدول الشرق أوسطية والعربية بما فيها الإماراتالكويتقطر وغيرها، باتت سنغافورة وهونج كونج من العملاء الأوفياء للقطاع، ليبقى الرهان المرفوع اليوم والذي نرجو بلوغه هو الصين. يضيف رئيس جمعية منتجي التوت الأحمر،. وفي هذا الإطار، أفاد بناني بأن المهنيين المغاربة باشروا التفاوض مع نظرائهم الصينيين من أجل اقتحام هذا السوق انطلاقا من الموسم المقبل، وقد أبدوا توافقهم فيما التأشير النهائي بين أيدي الحكومة الصينية. وتحظى الفواكه الحمراء بالمغرب كتوت الأرض (الفراولة) وتوت العليق والعنب الأزرق، المعروفة بجودتها الغذائية العالية، بمكانة مميزة في الأسواق الخارجية التي تقبل على استهلاك هذه الفواكه بشكل ملحوظ، ولا يواجه إنتاج هذه الفاكهة المخصصة للتصدير بشكل أساسي أزمة، حيث قام الفلاحون بتنويع تقنياتهم ووسائلهم من أجل تحسين السقي سعيا إلى الحصول على محصول وافر، إذ تتطلب ابتداء من شهر نونبر وإلى غاية منتصف مارس، اهتماما خاصا باعتبارها تعد زراعة دقيقة مبدئيا، سيما في سهل الغرب.