1. الرئيسية 2. تقارير تصاعد احتجاجات الفلاحين الإسبان تصل إلى قطع الطريق على مدريدوبرشلونة واعتراض البضائع المغربية الصحيفة – محمد سعيد أرباط السبت 10 فبراير 2024 - 9:00 دخلت احتجاجات الفلاحين الإسبان على السياسة الحكومية الإسبانية والأوروبية، اليوم الرابع، منذ انطلاقها في 6 فبراير الجاري، احتجاجا على ما يصفها المحتجون ب"الأوضاع المتردية" التي يعيشها القطاع الفلاحي نتيجة تراجع دعم القطاع والمنافسة القوية التي تفرضها دول أخرى على الأسواق الإسبانية والأوروبية، وبالأخص من المغرب. وحسب ما أوردته الصحافة الإسبانية أمس الجمعة، فإن الفلاحين الغاضبين قاموا بقطع العديد من الطرق في وجه شاحنات نقل البضائع المتوجهة إلى كل من برشلونة والعاصمة مدريد، في خطوة تصعيدية تهدف إلى دفع الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لصالحهم. وتناقلت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية فيديوهات تُظهر قيام المحتجين باعتراض شاحنات البضائع، من بينها شاحنة محملة بالطماطم قيل أنها قادمة من المغرب، حيث قاموا بمنعها من مواصلة طريقها، ثم شرعوا في رمي محتويات الشاحنة من صناديق الطماطم. وساهمت بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة في زيادة حجم الاحتجاجات واستهداف بضائع الدول الاخرى، وعلى رأسها المغرب، ومن بين أبرز هذه الأحزاب، حزب "فوكس" المعروف بعدائه للمملكة المغربية، حيث طالب نائب المجموعة البرلمانية لحزب "فوكس" في البرلمان الإسباني، خويسي مونيوز، أمس الخميس بإيقاف الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بدعوى أن هذا الاتفاق يبقى أحد أبرز الأسباب التي يعانيها القطاع الفلاحي في إسبانيا وأوروبا عموما. وخلال مداخلته في البرلمان ، قال مونيوز، بأن الحقول الفلاحية الإسبانية تعاني حاليا بسبب سياسة الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالمناخ أو ما يُعرف ب"أجندة 2030"، مشيرا إلى أن حزبه سيقف ضد هذه الأجندة، وضد المغرب الذي يبقى هو المستفيد من الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي. وحسب نفس المتحدث، فإن الأسواق الإسبانية ستشهد مزيدا من واردات الفلاحة المغربية، بسبب الاتفاق الذي تم توقيعه في 2012 بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والذي نص على زيادة الصادرات المغربية الفلاحية إلى أوروبا بأكثر من 22 بالمائة مقارنة بالاتفاقيات السابقة. ووصف مونيوز ذلك الاتفاق ب"السيء السمعة"، على اعتبار أنه يقف وراء ارتفاع صادرات الفلاحة المغربية إلى إسبانيا التي زادت بأكثر من 38 بالمائة، مشيرا إلى أن الطماطم على سبيل المثال، أصبحت تمثل 80 بالمائة من مجموع كميات الطماطم الموجودة في الأسواق الإسبانية. ويأتي هذا التدخل بعد أيام من إصدار حزب "فوكس" بلاغ يُندد فيه بالأوضاع التي أصبح يعيشها الفلاحون الإسبان، موجها انتقادات للحكومة الإسبانية التي يقودها حزب العمال الاشتراكي بزعامة بيدرو سانشيز، حيث يتهم الحكومة بدعم أجندة الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالمناخ التي تفرض على الفلاحين تقليص المساحات المزروعة وعدم الاعتماد على مواد تضر بالمناخ. كما وجّه حزب "فوكس" اتهامات للمغرب بأن صادراته تساهم في تردي أوضاع الفلاحين الإسبان، بدعوى أن المنتوجات الفلاحية المغربية يتم طرحها في الأسواق الإسبانية والأوروبية بأسعار منخفضة مما يؤثر على الفلاحين الإسبان الذين يتضاءل الطلب على منتوجاتهم بسبب أسعارها المرتفعة نتيجة تكلفة الانتاج التي تكون أكثر مما هي عليه في المغرب. كما أن ما زاد من غضب الفلاحين الإسبان، أن الصادرات الإسبانية من المنتوجات الفلاحية نحو فرنسا تعرضت لاحتجاجات ومحاولات منع من دخولها إلى التراب الفرنسي من طرف الفلاحين الفرنسيين والعاملين في هذا القطاع، بسبب اتهام الفرنسيين للإسبان بنفس الاتهامات الموجهة لنظرائهم المغاربة.