"إن كان لسفيرة فرنسا مهمة أخرى أولى من الرباط فإن سفيرة المغرب لديه أيضا مهمة أخرى أولى من باريس"، هذه هي الخلاصة التي يمكن الوصول إليها بعد أن عين الملك محمد السادس، يوم أمس الثلاثاء، محمد بن شعبون، سفير المملكة لدى فرنسا، مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار، وذلك بعد أن أنهت باريس رسميا مهام سفيرتها بالرباط هيلوين لوغال التي انتقلت إلى بروكسيل لتشغل منصبا جديدا لدى الاتحاد الأوروبي. ويوم أمس عين الملك محمد السادس بن شعبون رئيسا للصندوق الاستثماري المُحدث، وذلك بناء على أحكام الفصل 49 من الدستور، وباقتراح من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وبمبادرة من وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، ما يعني أن السفير الذي تولى منصبه قبل عام فقط من الآن، والذي كان وزيرا للاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة في الحكومة السابقة، سيُغادر باريس تاركا فراغا دبلوماسية مماثلا لذات الذي خلفته نظيرته الفرنسية هيلين لوغال. ولأول مرة في تاريخ العلاقات المغربية الفرنسية، يغيب السفراء عن مقري سفارتي البلدين في الرباطوباريس في وقت واحد، فلوغال توصلت بقرار نقلها من طرف حكومة بلادها إلى بروكسيل شهر شتنبر المنصرم، وبدأت مهمتها الجديدة كرئيسة لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في خدمة العمل الخارجي الأوروبي شهر أكتوبر الجاري، وذلك بعد أن قضت بالمغرب 3 سنوات، وكانت شاهدة على تدهور العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية منذ العام الماضي. أما بنشعبون فلم يطل مقامه كثيرا، بل إن إعلان تعيينه في منصبه الجديد على رأس صندوق محمد السادس للاستثمار، الذي جاء في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية بخصوص إنعاش الإستثمارات، والذي يهدف الصندوق أساسا المساهمة في تمويل مشاريع الاستثمارات المهيكلة ودعم رساميل المقاولات والأنشطة الإنتاجية، أتى في اليوم نفسه الذي ترأس فيه الملك محمد السادس مجلسا وزاريا ناقش هذا الموضوع. وجاء في بلاغ للناطق الرسمي باسم القصر الملكي أنه تنفيذا للتعليمات الملكية سيتم تفعيل صندوق محمد السادس للاستثمار، وإضفاء دينامية جديدة على الاستثمار العمومي بتوجيهه لمشاريع البنيات التحتية والاستراتيجيات القطاعية الطموحة، بما يعزز تنافسية المنتوج الوطني وتقوية السيادة الوطنية على المستوى الغذائي والصحي والطاقي، وبعدها مباشرة أُعلن عن تعيين بنشعبون رئيسا له دون إعلان بديل له على رأس سفارة المغرب في باريس.