قال شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن إدماج اللغة الأمازيغية في مجال التعليم يدخل في صلب المشروع المجتمعي، مؤكدا أن الوزارة تستند في تدريس اللغة الأمازيغية إلى الثوابت التي يقوم عليها النظام التربوي المغربي؛ خاصة المرجعية الدستورية. وشدد بنموسى على أن تدريس الأمازيغية يدخل أيضا ضمن مقتضيات القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين الذي يؤكد في المادة 31 منه على "جعل المتعلم الحاصل على الباكالوريا متقنا للغتين العربية والأمازيغية" إضافة إلى ما جاء به القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية. وأوضح بنموسى خلال مشاركته أمس السبت بمدينة الناظور، ضمن افتتاح ندوة من تنظيم حزبه التجمع الوطني للأحرار بشراكة مع مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان، وفعاليات الحركة الأمازيغية،حول موضوع "تنزيل القانون التنظيمي للغة الأمازيغية: تصورات إجرائية"، أن الوزارة تعمل على "ترصيد تراكم إيجابي ينطلق من الشراكة البناءة والفعالة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لرفع العديد من التحديات ووضع قاطرة طموح تعميم اللغة الأمازيغية على سكتها الصحيحة، إضافة إلى مسار غني من الممارسات التنظيمية والتدبيرية لتنمية وتجويد تدريس هذه اللغة علاوة على تنظيم العديد من الأيام الدراسية والندوات وإنجاز بعض البحوث والدراسات حول آفاق التطوير وتقييم التعلمات والأداء المهني بهدف الارتقاء بالنموذج البيداغوجي وإرساء هياكل وبنيات التنظيم والتكوين". وأكد الوزير أن الشروع في إعداد البرامج الدراسية لمادة اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي وإصدار كتب مدرسية مصادق عليها من لدن الوزارة تغطي السنوات الست من سلك التعليم الابتدائي، بدأ منذ منذ الموسم الدراسي 2002-2003، معتبرا أن تعلم وتعليم اللغات يدخل ضمن هندسة لغوية وتصور تربوي يجعل من التحكم في اللغات الرسمية مرتكزا ثابتا في المنظومة التربوية الوطنية ومن ضمنها اللغة الأمازيغية. و أبرز بنموسى أن الوزارة وبتعاون وثيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عملت على مراجعة المنهاج الدراسية للغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي، بحيث يتم تدريجيا إعداد كتب مدرسية جديدة لمختلف المستويات التعليمية بالسلك الابتدائي على مدى ثلاثة مواسم دراسية، و"ذلك في تناغم تام مع المستجدات التربوية التي عرفتها عملية مراجعة وتنقيح المناهج والبرامج التربوية". كما أشار المتحدث إلى أن المقاربة البيداغوجية التي تقوم عليها البرامج الدراسية للغة الأمازيغية ترتكز على اعتماد المقاربة بالكفايات التي تسمح بتجاوز الممارسات التعليمية التقليدية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المتعلمات والمتعلمين من حيث مرجعياتهم اللغوية والثقافية وإيقاعات تعلمهم، موضحا أن "هذه المقاربة تتأسس أيضا على اكتساب المتعلمين اللغة شفهيا بالانطلاق من الفروع الأمازيغية في السنتين الأولى والثانية ابتدائي مع العمل بالتدريج على بناء لغة معيارية. وأشار بنموسى إلى أنه "سيتم تدعيم هذا التوجه بتوفير الدلائل البيداغوجية والمعينات والموارد الرقمية التي تغطي منهاج السلك الابتدائي مع إدراج المضامين الثقافية والتاريخية الأمازيغية في المناهج التربوية للمواد الدراسية وفق نظرة تكاملية تراعي التفاعل الإيجابي بين الأمازيغية في أبعادها اللغوية والثقافية والحضارية وتلك المواد علاوة على تنمية الحس الوطني لدى المتعلمين".