قال مولاي هشام عفيف، عضو اللجنة العلمية لمحاربة فيروس كورونا المستجد، إن قرار تعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين تجاه المملكة المغربية، لمدة أسبوعين، استدعته الظروف الوبائية العالمية التي أرخت بظلالها على الأمن الصحي للدول الوطنية. وأضاف عفيف، في تصريح أن "الإغلاق يستحضر عدد أسرة الإنعاش المتوفرة بالمغرب، ذلك أنه يبلغ إجمالا 5500 سرير، على أساس أن فرنسا بدورها لا تتعدى طاقتها الاستيعابية 7500 سرير"، مبرزا أن "ارتفاع ملء أسرة الإنعاش يفرض ضرورة الإغلاق من جديد". وأوضح عضو اللجنة العلمية والتقنية لاحتواء تداعيات الطارئ الصحي أن "المغاربة لا يقبلون على مراكز التلقيح في الأيام الأخيرة، وهو ما يضطر الدولة إلى اتخاذ هذه القرارات الصعبة للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين"، مشيرا إلى أن "عدد الملقحين بالجرعة الأولى لم يتعد 508 أشخاص أمس السبت، فيما تجاوزت فرنسا مليون موعد لتلقي اللقاح في اليوم ذاته". ولفت المسؤول الصحي إلى أن "المغرب يتوفر على مخزون استراتيجي من اللقاحات يناهز 13 مليون جرعة"، داعيا الأشخاص غير الملقحين إلى التوجه صوب مراكز التطعيم قصد التسريع ببلوغ المناعة الجماعية قبل تفشي المتحور الفيروسي الجديد بالبلاد. وتابع عفيف بأن "الإحصائيات الرسمية بخصوص الموجة الثانية من كورونا بالمغرب بينت أن 83 في المائة من الوفيات مردها إلى عدم تلقي اللقاح، أو تلقي جرعة واحدة فقط، بينما 17 في المائة المتبقية حصلت على جرعتيها من اللقاح، لكن بعد مضي أزيد من خمسة أشهر على المدة الزمنية المحددة بين الجرعات". وأفاد بلاغ اللجنة بين الوزارية لتتبع كوفيد بأن السلطات المغربية قررت تعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المملكة المغربية، لمدة أسبوعين، ابتداء من يوم غد الاثنين على الساعة الحادية عشرة ليلا و59 دقيقة. هذا القرار يأتي جراء التفشي السريع للمتحور الجديد من فيروس كوفيد-19 "أوميكرون"، خاصة في أوروبا وإفريقيا، ومن أجل الحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال محاربة الجائحة وحماية صحة المواطنين، وفق المصدر ذاته. وتابع البلاغ الرسمي بأنه "سيتم تقييم الوضع بشكل منتظم من أجل تعديل الإجراءات الضرورية، عند الحاجة".