طفى مؤخرا على السطح موضوع التأخير الواضح في إعلان انعقاد الجلسة الأولى لانتخاب رئيس المجلس الجماعي لرأس الماء، والتي رافقها حديث كبير عن تورط السلطة المحلية مع أحد المرشحين لمنحه الوقت حتى يستميل بعض الأعضاء لصفوفه. رئاسة المجلس استأثرت بنقاش واسع بعموم إقليمالناظور، فالصراع المحتدم ب"لالة جنادة" لا يوحي بأنه صراع حول مدينة لا يتعدى سكانها السبعة آلاف نسمة، فضراوته وعناد أطرافه يجعلك تخال نفسك تعيش معركة سياسية بين حزبين على المستوى المركزي. في موضوع سابق سَمَّيْنا رأس الماء ب"الدجاجة التي تبيض ذهبا"، بالنظر لما توفره هذه الجماعة من ثروات تدر الأموال الطائلة لفائدة مستغليها، لكن السؤال المطروح؛ هل تستفيد رأس الماء مما حباها الله من خيرات؟ الجواب أن ثروات شاطئ "النوارس" أو بالأحرى "ذهب" دجاجة رأس الماء هو من جعلها جماعة للصراع بين أطراف يكاد يغيب مصطلح التنمية المحلية من مفكرتها، فكانت النتيجة؛ ثروات هائلة وتنمية مفقودة. انتخابات 08 شتنبر من السنة الجارية، أفرزت نتائج مغايرة للسابق، فكان أن حلم أهل المدينة بمجلس جديد له رغبة صادقة في العمل، وبنتائج تخرج الجماعة من كبوتها، وتأخذ بيد بنياتها التحتية، وهشاشة طرقها، ووضعها البيئي... وهو ما يمكن تحقيقه بسهولة في ظل ما تمتلكه هذه الجماعة من إمكانيات. لماذا الصراع حول رأس الماء؟.. هناك مجموعة من الظواهر التي فرضت نفسها بقوة على الرأي العام المحلي بمدينة رأس الماء، منها ظاهرة تنامي البناء العشوائي وبقوة تحت ذريعة الحاجة إلى سكن، هذه الحاجة كانت ولا زالت ملحة بالنسبة لفئة عريضة من ذوي الدخل المحدود. لكن حل هذا المشكل لا يمكن أن سكون بالفوضى والاعتداء على المجال، فالظاهرة اتخذت أبعادا شتى تتجلى في اكتساح الأراضي غير المجهزة والتي انتشر فيها البناء العشوائي بسرعة غير متوقعة، كما هو الحال بعدة أحياء برأس الماء التابعة لإقليمالناظور. والملفت للانتباه أن الأطراف المسؤولة في هذا الملف يتشابهون من حيث وظائفهم وتمثيليتهم وأدوارهم، وفي مقدمتهم بعض المنتخبين برأس الماء، الذين اتخذوا من "شهادة عدم التجزئة" مدخلا لتحقيق أرباح مادية خيالية على حساب جماعتهم ومستقبلها. شهادة عدم التجزئة برأس الماء واحدة من الشواهد التي يسعى بعض المنتخبين لوضع يدهم عليها، كونها مصدر غنى وكسب للمال.. هي وثيقة تُمنح في رأس الماء بطريقة انفرادية في غياب لجنة تقنية تتكون من عدة مصالح مخصصة لهذا الغرض، وفي غياب إجراء معاينات ميدانية للمواقع المراد بناؤها من طرف لجنة تقنية، وفي غياب الإدلاء بوثائق ضرورية في هذا الباب، ناهيك عن غياب المتابعة لعمليات البناء. عدة تعليقات خاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لأبناء رأس الماء، يتهكمون فيها ويستنكرون تنامي ظاهرة البناء العشوائي بجماعتهم، مشيرين بالذات إلى بعض المستشارين الجماعيين الذين أصبحوا متخصصين في منح شواهد عدم التجزئة على حد تعبير الفيسبوكيين. ليس فقط شهادة عدم التجزئة من تسيل لعاب المنتخبين برأس الماء، فالجماعة خزان للرمال، حيث تتكالب عليها آليات كبار المستثمرين للاستفادة منها، وفي أغلب الأحيان بشكل سري وعشوائي، فيحصل ناهبو الرمال على أموال طائلة دون تأدية الضرائب. إنها رأس الماء، الجماعة ذات المؤهلات الكبيرة التي لم تنعكس على المدينة وساكنتها، فترى الصراع يتجدد فيها كل سنة انتخابية ليخفت بعد ذلك، فاسحا المجال للإجهاز على الجماعة طيلة ست سنوات. متابعة