الصورة من الأرشيف في جو مهيب يغلب عليه الحزن و الاسى ووري الثرى بعد صلاة الظهر الجثامين الاربعة في حادثة اكليم. انطلاقا من مسجد الحسن الثاني بحي لعري الشيخ بعد صلاتي الظهر و الجنازة انطلقت سيارتي الاسعاف حاملتين جثمان الاب المسمى قيد حياته عبد الرحيم و الطفل البالغ من العمر حوالي خمس سنوات “المسمى قيد حياته علي ” و الجدة للطفل و الام لعبد الرحيم في اتجاه مقبرة سيدي سالم بالناظور بينما الجثة الرابعة للشابة اخت زوجة عبد الرحيم كان مقصد سيارة الاسعاف التي حملتها من المسجد هو مقبرة ذويها بازغنغان . اما ام الطفل فما زالت راقدة بالمستشفى دون علم بما يجري و يدور حولها مع العلم انها حامل في شهرها السادس . في خضم هذه الرواية دارت هذه المأساة التي تقشعر لها الابدان فكان التعاطف و التآزر عظيما من مختلف ارجاء المدينة اذ غصت المقبرة بالمئات من المشيعين الذين آزروا الاسرة في هذا المصاب الجلل ، فكان الجمع غفيرا و منقطع النظير، طوابير من السيارات و من الحشود تعلو وجوههم الحسرة و مسلمين الامر للخالق عز وجل. فكان اول الموارين للثرى الاب ثم تبعه الابن فالجدة ، و بعدها كانت كلمة الاستاذ محمد اعراب احد اصدقائه الذي ذكر بمناقب الراحل و خصاله وسط الحي و الاصدقاء ، وبعده جاء الدعاء و الوداع… و يمكن القول ان هذه الجنازة استطاعت ان تِؤكد ان الجسم الناظوري ما زال سليما و متعاطفا حين تشتد النوائب ، و هذا يتجلى في الحشد الكبير من الذين امتلأت بهم جنبات المقبرة من رجال سلطة يتقدمهم الخليفة الاول للسيد العامل و قائد المقاطعة الثالثة و مجموعة كبيرة من ضباط الشرطة و من موظفي العمالة و البلدية و المقاطعات التابعة للمدينة و من مستشاري المجلس البلدي كان ابرزهم السيد سليمان حوليش و مصطفى ازواغ و نجوم الشرقاوي و ممثل مجلس النواب عن العدالة و التنمية نور الدين البركاني و حشد من الاصدقاء و الجيران ، فكانت بحق لحمة دينية تنم عن الحس الاسلامي و الشعور الاخوي بيننا جميعا. موقع اريفينو يتقدم باحر التعازي و اصدق المواساة لعائلة الفقيد و اصدقائه و جيرانه خاصة انه كان يتمتع بسمعة طيبة وسط الحي ، بالاضافة الى انه كان من متتبعي و مشجعي موقع اريفينو , و حدادا على الراحل و اسرته ارتأينا عدم نشر صور الجنازة لان الموقف جلل و المصاب اعظم لا يستدعي نشر الصور و الفرجة ، وانما يقتضي الدعاء ” اللهم ان لا نسألك رد القضاء و انما نسألك اللطف فيه ” . انا لله و انا اليه راجعون… تغمد الله الفقيد و اسرته برحمته الواسعة و الهم ذويه الصبر ثم الصبر ثم الصبر…. و نتوجه بالدعاء الخالص بالشفاء لزوجته الراقدة بالمستشفى و بالنجاة للجنين الذي مازال في الاحشاء .