بنبرة مختلفة تحدث رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في كلمة تأطيرية موجهة إلى أعضاء الكتابات الجهوية والإقليمية لحزب العدالة والتنمية، مساء الخميس، عن وضعية انتشار جائحة كورونا في المغرب، قائلا إن التطورات الأخيرة للفيروس "مُقلقة". وتحدث العثماني عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بعد تزايد الإصابات بفيروس كورونا، قائلا: "هذه الإجراءات لا نتخذها بناء على قرارات عشوائية، بل بناء على التقييم الأسبوعي للجنة العلمية الذي يبين هل نحن بحاجة إلى إجراءات جديدة أم لا". وحرص العثماني على مخاطبة سكان مدينتي طنجةوفاس، اللتين فُرض عليهما العزل الصحي بعد تزايد الإصابات بفيروس كورونا، قائلا: "جميع المدن بحال بحال، وما كنحگرو على حد، والإجراءات المتخذة في فاسوطنجة تمت وفق معلومات مضبوطة". وأوضح رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن إجراء عزْل المدن يتم وفق عدد حالات فيروس كورونا في كل مائة ألف نسمة، إذ تصنف المدن التي يتجاوز فيها عدد الإصابات خمسين ألف إصابة في كل مائة ألف نسمة ضمن المناطق التي تعاني صعوبات وتحتاج إلى إجراءات استثنائية. ولمْ يُخف العثماني استياءه من ردود الفعل التي تعقب الإجراءات التي تتخذها حكومته والسلطات العمومية لمحاصرة فيروس كورونا، إذ أورد: "كل الإجراءات التي نتخذها قائمة على تقارير خبراء متخصصين، ونحرص على إيصال المعلومات إلى المواطنين، ولكن التوضيحات التي نقدمها لا تُستقبل كما ينبغي أن تُفهم". العثماني دافع عن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة قائلا: "ما يْمكنش نبقاو نشوفو الفيروس كينتشر ونبقاو كنشوفو. نحن نتخذ القرارات بناء على تقارير الخبراء، ولها مدبّر حكيم"، مضيفا: "نحن مع حرية الناس ولكن بما لا يؤدي إلى انتشار الوباء وزيادة المصابين". وترك العثماني الباب مواربا لإمكانية استمرار الحجر الصحي، سواء في المدن المعزولة حاليا أو المدن التي قد ينتشر فيها الوباء، إلى أجل غير مسمى، وعبّر عن ذلك بقوله: "إذا لم تنخفض الحالات فلن يكون هناك رفع للحجر الصحي، وعلينا التعاون لكسب تحدي محاربة هذه الجائحة". رئيس الحكومة انتقد المعارضين للقرارات الأخيرة التي اتخذتها حكومته إذ قال: "قلت للمواطنين قبل عيد الأضحى ألا يسافروا إلا للضرورة القصوى، ولكن البعض يردون علي ويعتقدون أنني ‘غير كنهضر، وها حْنا كنشوفو النتيجة'، إذ ارتفع عدد الوفيات، وكان بإمكاننا تفادي هذه الخسارة لو عملنا بالإجراءات الاحترازية". ومقابل النبرة القلقة التي بدت عليها كلمته الموجهة إلى الكتابات الجهوية والإقليمية لحزبه، حرص العثماني على ختم حديثه عن تطورات فيروس كورونا بكلمات ملؤها التفاؤل، بقوله: "متفائل بيقظة الشعب لتجاوز هذه الأزمة. قد يكون هنا تراخٍ، ولكن يمكن تجاوز الوضعية الحالية، ‘إيلا صبرنا شوية'، لأننا لا نملك حلولا سحرية".